روسيا تدعو إلى «الهدوء» وتؤكّد تفضيلها العقوبات على الحربتتسارع التطوّرات المتعلّقة بالأزمة النووية الإيرانية مع الغرب، وخصوصاً بعد تجارب الصواريخ القادرة على استهداف القواعد الغربية في المنطقة وإسرائيل، بينما تبقى موسكو مربط الفرس في تحديد طبيعة العقوبات المحتملة على طهران
عشية المفاوضات المقررة في جنيف بعد غد الخميس مع مجموعة «5 + 1»، حرصت إيران على التأكيد، عبر تجربة صاروخية ناجحة، أن جميع الأهداف في المنطقة أصبحت في مرمى قوّاتها المسلحة، بما في ذلك طبعاً الدولة العبرية ومفاعلها الوحيد في ديمونا، إضافةً إلى القواعد الغربية في الشرق الأوسط. ورغم عرض العضلات الإيراني المستفزّ للغرب، دعت موسكو المجتمع الدولي أمس إلى عدم الانفعال من تجارب الصواريخ الإيرانية الأخيرة، ومن المعلومات عن منشأة تخصيب اليورانيوم الثانية جنوبي طهران، فيما فضّل رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الفدرالية الروسي، ميخائيل مارغيلوف، خيار تشديد العقوبات على الحرب على الجمهوريّة الإسلاميّة.
ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» عن مصدر في الخارجية الروسية قوله «يجب التحلي الآن بالهدوء وعدم الانفعال، والشيء الرئيسي هو إطلاق مفاوضات مثمرة مع إيران».
وجاء كلام المسؤول الروسي تعليقاً على إجراء إيران تجارب إطلاق صواريخ متوسطة وبعيدة المدى من طراز «سجّيل» و «شهاب -3».
ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» عن مارغيلوف قوله «إذا كان الخيار (في التعامل مع طهران)، بين الحرب وتشديد العقوبات، فالخيار الثاني أفضل».
وفي السياق نفسه، نقلت وكالة «انترفاكس» الروسية، عن القائد السابق لقوات الصواريخ الاستراتيجية في الجيش الروسي، الجنرال نيكولاي رودينوفو، قوله إن «الصواريخ (الإيرانية) المتوسطة المدى التي أطلقت يوم الأحد يمكن أن تخترق الأراضي الروسية حتى (بلدة) ساراتوف» في جنوب روسيا.
ويجري مساعد وزير الخارجية الإيرانية لشؤون أوروبا، مهدي صفري، في موسكو محادثات بشأن التعاون بشأن بحر قزوين، وباقي القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وفي السياق، قالت وزارة الخارجية الفرنسية، إن «فرنسا تعرب عن قلقها الشديد بعد إعلان إيران إطلاقها صواريخ بالستية منها «شهاب-3» وصاروخ من طراز «سجّيل».
وقال وزير الخارجية، برنار كوشنير، في حديث لإذاعة فرنسا الدولية، «أعتقد.. أن الأمور اتضحت جيّداً» مع إعلان «ثلاث قوى كبرى» هي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا موقفها المشترك الذي يكشف عن «حزمها» و«تصميمها».
ونفى كوشنير أن يكون نقاش محتدم قد حصل بينه وبين الرئيس نيكولا ساركوزي الأسبوع الماضي في نيويورك بشأن إيران، قائلاً «نعم، إنني أتكلم مع رئيس الجمهورية، الذي يرد علي أحياناً. ليس هذا نقاشاً محتدماً، بل حوار وديّ جداً».
وفي برلين، قالت وزارة الخارجية الألمانية إن عملية إطلاق الصواريخ التي قامت بها إيران «تدعو إلى القلق» ولا «توحي بالثقة».
كذلك حثّ وزير الخارجية الإيطالي، فرانكو فراتيني، الذي ترأس بلاده مجموعة الثماني هذا العام، إيران على وقف تجاربها الصاروخية، مؤكداً أنه «لا يمكن طهران أن تضمن الاعتراف بدورها في المنطقة أمام المجتمع الدولي، ولا أن تضمن الرخاء لشعبها من خلال التهديد الصاروخي أو النووي».
بدوره، علّق الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا، على تجارب الصواريخ بقوله «كل ما يجري في هذا السياق مثير للقلق».
وفي السياق، نقلت محطة «أن بي سي» الأميركية عن السيناتور الديموقراطي الأميركي، جيم ويب، قوله إن على الإدارة الأميركية أن «تعيد بناء حوار مع إيران، إذ إن من شأن ذلك أن يمثّل وسيلة لمعرفة النيّات الإيرانية وكذلك إشراك المجتمع الدولي في المسألة».
أمّا السيناتور الجمهوري، كريستوفر بوند، فقد رأى أن المناورة الصاروخية الإيرانية «توجب على العالم التحرك فوراً لفرض عقوبات على طهران بدل محاولة التفاوض معها».
وكان التلفزيون الإيراني قد كشف في وقت سابق عن أن الحرس الثوري اختبر أمس بنجاح صواريخ من طراز «سجّيل» المتوسط المدى و صواريخ «شهاب -3» البعيد المدى، وكلا الصاروخين قادر على حمل رؤوس نووية. ونقل موقع الحرس الثوري على الإنترنت عن قائد السلاح الجوي في الحرس، الجنرال حسين سلامي، قوله «كل الأهداف في المنطقة مهما كان موقعها ستكون داخل مدى هذه الصواريخ».
أمّا المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، حسن قشقاوي، فذكر أن تجارب الصواريخ عمل روتيني، ولا علاقة لها باكتشاف موقع نووي بالقرب من قم.
وحذّر وزير الدفاع، أحمد وحيدي، الذي افتتح ثلاثة مشاريع للصناعات الدفاعية أمس، إسرائيل من شن أي هجوم على بلاده، قائلاً للتلفزيون الإيراني «إذا حدث ذلك وهو ما لا نتوقعه بالطبع، فستكون نتيجته النهائية هي التعجيل بآخر نفَس للنظام الصهيوني».
في المقابل، قال زعيم حزب «درب الأمل الأخضر» الإصلاحي، مير حسين موسوي، إنه يعارض فرض عقوبات على طهران. وجاء في بيان نشر على موقع إصلاحي «نحن ضد فرض أية عقوبات على بلادنا».
(مهر، إرنا، أ ب، أ ف ب،
يو بي آ ي، رويترز)