خاص بالموقعبول الأشقر
بعد الانفتاح «المشروط» الذي أبداه حكم الأمر الواقع في الأيام الأخيرة، عادت لهجته إلى التصعيد، وقال الرئيس الانقلابي روبيرتو ميتشيليتي، لوكالة رويترز: «عودة (مانويل) زيلايا رئيساً غير واردة... يستطيع العودة لكي يمثل أمام المحاكم». وقد صدرت تهمة جديدة بحق هذا الأخير بعدما اتهمه قاضٍ بارتكاب جرائم «تزوير وفساد» مع ثلاثة وزراء وموظفين كبار. وسبق أن أصدر قاضٍ آخر اتهاماً بحقّه بـ«خيانة الدولة وتخطّي حدّ السلطة والتعدي على صلاحيات الغير».

ولم يكتف ميتشيليتي بزيلايا، بل اعترض على «تدخلات الولايات المتحدة التي لا تطاق» في إشارة إلى اللقاء الذي جمع زيلايا بالسفير الأميركي، وأيضاً سحب تأشيرات دخول دبلوماسية لأربعة من أركان الانقلاب وعائلاتهم. وقد صدر بيان مقتضب من خارجية الأمر الواقع يتحدث عن «المعاملة بالمثل». وتابع «لا أحد يستطيع أن يخيف هندوراس، لن نقبل فرض أي شيء علينا من أي كان. ما من بلد، وقوته هنا لا تهمّ، سيملي علينا ما يجب أن نفعله».

وفي السياق من المتوقع أن يصوّت مجلس النواب، أحد معاقل الأمر الواقع، اليوم، بعد تأجيلين متتاليين، على اتفاق التسوية وتحديداً على بند العفو السياسي الذي يشمل كل «الجرائم» السياسية، أي تلك التي ارتكبها زيلايا وأيضاً الانقلابيون، ما قد يفتح الطريق لباقي الخطة. التوقع يتأرجح بين تأجيل جديد والتصويت ضد ما قد يدفن شقّ التسوية من الموضوع.

من جهة أخرى، يتوجّه زيلايا غداً إلى المكسيك التي تشكل بالنسبة لهوندوراس ـــــ كما لباقي دول أميركا الوسطى ـــــ الجار الإقليمي الكبير. وكانت هناك فوارق داخلية في المكسيك أسوة بالحاصلة في الولايات المتحدة إزاء الموقف من زيلايا وميتشيليتي، إلا أنها حُسمت من خلال دعوة زيلايا الرسمية.

إلى ذلك، تتوجه الأنظار اليوم أيضاً إلى اجتماع منظمة الدول الأميركية الذي كان ينوي عقده نهار الجمعة الماضي، حيث هناك إجماع على تشديد العقوبات، ولو بوتيرة مختلفة، ولكن الغموض الأكبر يبقى حول الوسائل، منذ أن أثبت الأمر الواقع أنه لن يتراجع عن عودة زيلايا ـــــ ولو الرمزية ـــــ وهو كل ما يهمّ المجتمع الدولي.

وفي سياق منفصل، توفي الأستاذ الذي كان قد أصيب بطلق ناري برأسه خلال التظاهرة التي قمعها الجيش، نهار الخميس الماضي من خلال اللجوء إلى الطوافات والرصاص المعدني بدلاً من المطاط، وأبى رفاقه إلا أن يؤبّنوه «بالفرح». ألغيت جميع الخطابات السياسية من التجمع في ساحة أساسية من العاصمة واستبدلت بحفلة موسيقية. والمعلم الثانوي هو الضحية الثالثة التي تموت إثر إطلاق نار في الاحتجاجات المطالبة بعودة زيلايا إلى السلطة.