واشنطن ــ محمد سعيديعتزم البيت الأبيض في غضون الأسابيع القليلة المقبلة شنّ حملة علاقات عامة في إسرائيل والدول العربية لشرح خطط الرئيس باراك أوباما، الرامية إلى التوصل إلى اتفاق سلام شامل يشمل إسرائيل والفلسطينيين والدول العربية، فيما تحدثت تقارير صحافية إسرائيلية عن رسالة وصلت إلى تل أبيب، مفادها تراجع سيد البيت الأبيض عن بلورة خطة سياسية لدفع السلام قدماً في المنطقة. وأشار مسؤولون أميركيون كبار إلى أن الحملة سوف تشمل مقابلات تلفزيونية مع أوباما في التلفزيون الإسرائيلي والتلفزيونات العربية.

«إسرائيل اليوم»: الإدارة الأميركية لا تعتزم تقديم خطة سياسية إقليمية للسلام
وفي هذا السياق، قال المبعوث الأميركي الخاص لتسوية الصراع العربي الإسرائيلي، جورج ميتشل، إن قيامه بجولات مكوكية ذهاباً وإيابا إلى المنطقة على مدى الـ190 يوماً الماضية، من دون تحقيق أي انفراجات، لا يعني أن مسعى أوباما لدفع السلام قد توقف، مشيراً إلى أنه يرغب في تذكير الناس بأنه عمل على مدى 700 يوم قبل التوصل إلى الاتفاق الذى جلب السلام إلى إيرلندا الشمالية.
ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن ميتشل قوله، في مقابلة نادرة، «إن أحد الانطباعات الخاطئة العامة هي أن يصوّر الأمر برمّته كما لو كان متعلقاً فقط بالمستوطنات، وأننا نطالب إسرائيل وحدها بعمل شيء، ولكن الحقيقة أننا نطالب كل طرف بعمل شيء».
وأشار ميتشل إلى أن انطباعاً خاطئاً آخر يتمثل في أن الدول العربية رفضت طلب أوباما القيام بتحركات حيال علاقة طبيعية أكثر مع إسرائيل، وهو المفهوم الذي عززه الرفض الشديد لوزير الخارجية السعودي سعود الفيصل لخطوات تدريجية من هذا القبيل، في المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مع وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، في واشنطن يوم الجمعة الماضي.
وقال ميتشل، الذي عاد الأسبوع الماضي من جولته الخامسة للمنطقة التي شملت توقفات في إسرائيل ومصر وسوريا، «إننا حصلنا إجمالاً على ردّ جيد بصورة كبيرة ورغبة في العمل، وعلى بعض التصريحات العلنية في هذا الشأن».
وخلافاً لأجواء العاصمة الأميركية، قالت صحيفة «إسرائيل اليوم»، أمس، إن «رسالة لا لبس فيها وصلت أخيراً إلى مكتب رئاسة الوزراء الإسرائيلية، من محافل رسمية أميركية، تفيد بأن الرئيس أوباما لا يعتزم تقديم خطة سياسية إقليمية للسلام في الشرق الأوسط».
وحسب الصحيفة، فإن «الحديث يدور عن رسالة مهدّئة، بل ربما مفاجئة، بالنسبة إلى بنيامين نتنياهو، قد تكون مقدمة لشراكة في الطريق والرؤية بين تل أبيب وواشنطن». ورأت الصحيفة أن النظرة السائدة في إسرائيل أخيراً إلى الرئيس الأميركي هي أنه يبدو «كرجل ساذج صفعه الواقع الصعب»، وذلك على خلفية عدم تمكّنه من إقناع العالم العربي بطروحاته. ورأت أن هذا الوضع جعل نتنياهو «هو الجهة الوحيدة في المنطقة التي تتعاون مع الرئيس الأميركي».