صدّق على انتخابه رئيساً بمراسم تغيّب عنها رفسنجاني وموسوي وخاتمي وكروبيمحمود أحمدي نجاد بات أمس رسمياً رئيساً لإيران لولاية ثانية، بعدما صدّق المرشد علي خامنئي على نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة المثيرة للجدل. ولم يبق أمامه في هذا الإطار سوى أداء اليمين الدستورية غداً
أغدق المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية، آية الله علي خامنئي، أمس المديح على الرئيس محمود أحمدي نجاد، واصفاً إياه بأنه «شجاع ونشيط وذكي»، وذلك خلال مراسم التصديق على انتخابه رئيساً، التي تغيب عنها معظم قادة المعارضة. ورأى خامنئي أن الأصوات التي منحت لنجاد «هي تصويت على مكافحة الاستكبار والوقوف الشجاع بوجه السلطويين الدوليين، وتصويت على مقارعة الفقر والفساد والمحسوبية والترف، وتصويت على بساطة العيش والتقرّب إلى الشعب ومناصرة الضعفاء والمستضعفين، وتصويت على العمل الدؤوب الذي لا يعرف الكلل والملل».
وانتقد خامنئي خصوم نجاد، مؤكداً أن «بعض أعضاء النخبة» السياسية «فشلوا» في هذه الانتخابات، مُحذّراً من أن «هناك المنافسين الغاضبين والمجروحين الذين سيتصدّون في السنوات الأربع المقبلة للحكومة... وهناك أيضاً من لديهم مواقف منتقدة، لكنهم ليسوا أعداءً للرئيس... ينبغي أخذ وجهات نظرهم في الحسبان».

إدارة أوباما تبحث قطع واردات الوقود والمنتجات النفطية المكرّرة عن إيران
وقال خامنئي: «تبعاً للشعب الإيراني النبيل، فإني أصدّق على صوت الشعب في تنصيب هذا الرجل الشجاع والنشط والذكي لرئاسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية».
بدوره، شدّد نجاد، خلال المراسم نفسها، على ضرورة أن يُسهم الشعب الإيراني بفاعلية في إدارة العالم، مندّداً في الوقت نفسه بتدخل بعض الدول الأجنبية في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
وأوضح نجاد: «أقول للحكومات ذات النزعة التدخلية: لقد ارتكبتم ظلماً حيال الشعب خلال هذه الانتخابات وأسأتم استخدام وسائلكم السياسية والمالية»، مشدداً على أنه «لقد ولّى ذلك الزمن الذي كانت فيه بعض القوى المتغطرسة تملي على الشعوب أسسها وطريقة حياتها». وأضاف: «لقد اتخذتم موقفكم استناداً إلى معلومات خاطئة وأفكار غير صحيحة، ونحن ننصحكم بالعودة إلى طريق العدالة والإنصاف وعدم التدخل في شؤون الآخرين»، مؤكداً أن «خطاب الثورة اختير مجدداً».
وتطرّق الرئيس الإيراني، الذي يؤدي اليمين الدستورية أمام البرلمان غداً الاربعاء، إلى برنامج عمل حكومته الجديدة على مختلف الصعد، مشيراً إلى وجود «خطط هامة على الصعيد الاقتصادي ينبغي أن تُنفّذ»، ومؤكداً أنه «سيولي اهتماماً خاصاً لإنتاج الثروة الوطنية، ولا سيما في قطاع الزراعة».
وتغيّب عن مراسم التنصيب الرئيسان السابقان علي أكبر هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي، وكذلك المرشحان اللذان لم يحالفهما الحظ في الانتخابات الرئاسية مير حسين موسوي ومهدي كروبي، بينما حضر المرشح الثالث الخاسر محسن رضائي، إضافة إلى رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني.
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا» أن المرشد منع نجاد من تقبيل يده أثناء هذه المراسم، لكنه في المقابل سمح له بتقبيل كتفه. وأضافت أن شرطة مكافحة الشغب انتشرت بكثافة على المحاور الرئيسية في طهران، ومنعت أنصار المعارضة من التظاهر.
وأفاد شهود عيان بأن أنصار المعارضة حاولوا تنظيم تظاهرة في شارع «ولي عصر»، لكن الشرطة منعتهم. وذكرت وكالة «فارس» للأنباء أن كروبي شارك مع المتظاهرين الذين بلغوا حوالى 100 شخص في وسط العاصمة.
في هذا الوقت، تبحث إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما مع قيادات الكونغرس، مشروع قانون يفرض عقوبات اقتصادية مشددة على إيران، بينها قطع واردات الوقود والمنتجات النفظية المكرّرة، في حال امتناع طهران عن الاستجابة للدعوة الأميركية إلى الحوار والتفاوض بشأن البرنامج النووي الإيراني. ونسبت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس إلى مسؤولين أوروبيين وإسرائيليين قولهم إن «خيار اتخاذ إجراءات ضد الشركات العالمية التي تمد إيران بنحو 40 في المئة من الغازولين قد نُسِّق مع الحلفاء الأوروبيين وإسرائيل». وأوضحت الصحيفة أن مشروع القانون هذا صاغه 71 عضواً في مجلس الشيوخ الأميركي، ومن المتوقع إمراره داخل الكونغرس. وقال مسؤولون أميركيون إن مستشار أوباما للأمن القومي، جيمس جونز، أبلغ المسؤولين الإسرائيليين ذلك، لدى زيارته الدولة العبرية الأسبوع الماضي.
وفي السياق، ذكرت صحيفة «التايمز» اللندنية أمس أن «إيران ملكت زمام التكنولوجيا اللازمة لتصنيع رأس نووي وتفجيره، وهي تنتظر أمر المرشد الأعلى للبدء في التنفيذ».
ونسبت الصحيفة إلى مصادر استخبارية القول إنه «لو أعطى خامنئي الضوء الأخضر، فإن الأمر لن يستغرق أكثر من ستة أشهر حتى تكون إيران مستعدة لتفجير قنبلة نووية».
وأشارت «التايمز» إلى أن «وزارة الدفاع الإيرانية تدير، منذ سنوات، مشروعاً نووياً سرياً وظّفت فيه المئات من العلماء والباحثين، وضخّت فيه مليارات الدولارات». كذلك نقلت الصحيفة عن مصدر في وزارة الخارجية البريطانية قوله إن «الاستخبارات على علم بهذا النشاط الإيراني»، مشيراً إلى أن «لدى لندن الدليل على أن طهران أجرت بالفعل تجربة مكونات رأس نووي».
(الأخبار، إرنا، مهر، فارس، أ ب، أ ف ب)