بعد دعوة كوريا الشمالية الشهر الماضي إلى نوع جديد من المحادثات، بدأت واشنطن بجسّ النبض الكوري عبر إرسال بيل كلينتون إلى بيونغ يانغ لحلّ مسألة الصحافيتين المحتجزتين
قام الرئيس الأميركي الأسبق، بيل كلينتون، أمس، بزيارة مفاجئة إلى بيونغ يانغ، بهدف السعي إلى الإفراج عن صحافيتين أميركيتين، لكنها يبدو تخطّت ذلك، مع الأنباء عن نقله رسالة من الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى نظيره الكوري الشمالي كيم جونغ إيل، وهو ما نفاه البيت الأبيض.
وكان في استقبال كلينتون في مطار سونان في بيونغ يانغ نائب رئيس مجلس الشعب الأعلى (البرلمان)، نائب وزير الخارجية، كيم كي ـــــ غوان، تبعه لقاء مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ إيل، الذي سارع الى العفو عن الصحافيتين الأميركيتين. ونقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية أن كلينتون سلّمه رسالة شفهية من الرئيس باراك أوباما، الأمر الذي نفاه البيت الأبيض. وأشارت الوكالة إلى أن كيم أقام مأدبة عشاء على شرف كلينتون في بيت الضيافة، حيث تبادلا الآراء حول طائفة واسعة من القضايا، لكنها لم تكشف عن محتويات الرسالة.
وقال أحد أعضاء الوفد الأميركي المرافق لوزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، في جولتها الأفريقية أثناء توقف الطائرة في إسبانيا: «إن اهتمامنا يتركز على إيجاد نهاية سعيدة لهذه القضية وضمان عودة الصحافيتين سالمتين».
ومن جهته، قال المتحدث باسم البيت الأبيض، روبرت غيبس، في بيان: «لأن هذه المهمة هي مهمة شخصية خاصة لضمان الإفراج عن أميركيتين، لن يكون لدينا أي تعليق. نحن لا نريد أن نهدد نجاح الرئيس السابق
كلينتون».
ويشار إلى أن بيونغ يانغ وواشنطن تجريان منذ أسابيع «مشاورات حثيثة» بشأن مصير الصحافيتين لورا لينغ ويونا لي. وكانت كوريا الشمالية قد طالبت على وجه الخصوص بإرسال الرئيس كلينتون أو مسؤولين على مستوى الوزير لإجراء مفاوضات إطلاق سراحهما، كذلك تأتي زيارة بيل كلينتون المفاجئة على خلفية جمود تام بشأن الملف النووي للنظام الكوري الشمالي.
لكن هذه الزيارة يمكن أن تحصد جوائز إضافية، إلى جانب إطلاق سراح الصحافيتين، مع تطرق كلينتون ومسؤولين من كوريا الشمالية إلى المأزق النووي، والعلاقات الدبلوماسية وغيرها من القضايا المعلقة منذ فترة طويلة بين واشنطن وبيونغ يانغ، حسبما ذكر محللون.
ورأى بعض الدبلوماسيين أن الزيارة ستمثّل قوة دافعة تؤدي إلى تغيير كبير اعتباراً لمكانة كلينتون السياسية، ولا يمكن استبعاد إمكان تقديم اقتراح مهم من الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ إيل، إلى الرئيس الأسبق كلينتون الذي كان قد سعى على نحو إيجابي إلى تطبيع العلاقات بين كوريا الشمالية والولايات
المتحدة.
ومن المرجّح أن تبدأ الولايات المتحدة وكوريا الشمالية مفاوضات جديدة بعد زيارة كلينتون لكوريا الشمالية، حيث جاءت الزيارة في الوقت الذي اقترحت فيه الحكومة الأميركية أخيراً تقديم «حزمة شاملة» تشتمل على دعم الاقتصاد والطاقة، وقضية نظام السلام في شبه الجزيرة الكورية، بالإضافة إلى تطبيع العلاقات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة بشرط أن تنزع بيونغ يانغ الأسلحة النووية نزعاً لا رجعة عنه.
(أ ف ب، يونهاب، أ ب، يو بي آي)