بول الأشقرأنهى الرئيس الكولومبي ألفارو أوريبي، من البرازيل، جولة قادته إلى معظم دول أميركا الجنوبية لشرح ملابسات إنشاء قواعد عسكرية أميركية في بلده، علماً بأنه قرّر مقاطعة قمّة اتحاد شعوب أميركا اللاتينية «أوناسور» المنوي عقدها نهار الاثنين المقبل في العاصمة الإكوادورية، كيتو، التي قرر استثنائها، إلى جانب فنزويلا، من جولته التي شملت باقي دول المنطقة.
وأصرّ أوريبي على أن قرار إقامة القواعد «عادي وسيادي». وقد اختتم جولته، أمس، بلقاء الرئيس الرئيس البرازيلي لويس ايغنياسيو لولا دا سيلفا، الذي كان قد تحدث عن «انزعاجه» من الموضوع.
وكان أوريبي قد بدأ جولته، أول من أمس، في البيرو، حيث استقبله الرئيس آلان غارسيا بحفاوة قائلاً إن «التاريخ سيعترف قريباً بدوركم في ترسيخ الديموقراطية، لا في كولومبيا فقط، بل في مجمل القارة».
وفي بوليفيا، قال الرئيس إيفو موراليس «إن منظمة الفارك هي أفضل أداة للإمبريالية في هذه اللحظة لتبرير هجمتها العسكرية». أما خلال جولته في تشيلي، فلم تصرّح الرئيسة ميشيل باشيليه، واكتفى وزير خارجيتها جايمي برموديز، بالتأكيد أن الرئيسة تحترم «السيادة والمصلحة الوطنية والقرارات السياسية لكل دولة». أما رئيس الباراغواي، فرناندو لوغو، فقال إنه يحترم «سيادة كولومبيا وحريتها، ما دامت لا تهدد أمن جيرانها».
في المقابل، رأى الرئيس هوغو تشافيز أن قرار كولومبيا إنشاء القواعد على أراضيها «قد يمثّل بداية حرب في أميركا الجنوبية»، وأنه «يجدر بـ(باراك) أوباما أن يسحب عسكره بدلاً من إرساله». واتهم أوريبي بأنه أثار موضوع وجود أسلحة سويدية بيعت للجيش الفنزويلي بأيدي «الفارك» لـ«التعتيم على إنشاء القواعد»، وأوضح بالوثائق أن الأسلحة سرقت من ثكنة عسكرية فنزويلية عام 1995.
وأعلن تشافيز تدابير اقتصادية إضافية ضد كولومبيا، بعدما سبق له أن قطع العلاقات معها بعد إثارة مسألة الأسلحة السويدية. كذلك أعلن أنه سيبرم اتفاقية لشراء أسلحة، الشهر المقبل، خلال زيارته لروسيا. بدوره، وصف الزعيم الكوبي فيديل كاسترو، في مقال له نشر قبل يومين، إنشاء القواعد في كولومبيا بأنه «وجع رأس للمنطقة».
وأعلن وزير الدفاع الكولومبي، الجنرال فريدي باديللا، أن القواعد ستكون سبعاً ـــــ لا ثلاثاً أو خمساً كما أعلن سابقاً ـــــ «ثلاث قواعد جوية واثنتان بريّتان واثنتان بحريتان» ـــــ، فيما أوضح مستشار الأمن القومي الأميركي، الجنرال جيمس جونس، أول من أمس في برازيليا، أن «الاتفاق لا يتضمن جديداً ولا أسراراً»، وأن واشنطن «مستعدة لمناقشة الموضوع بانفتاح مع الدول التي أقلقها الإعلان، وقد أخطأنا ربما بعدم إعلامهم مسبقاً، لكنّه حصل من دون نيّة سيّئة».