في الذكرى الأولى للحرب الروسية ـــــ الجورجية، التي وقعت في آب الماضي، أكد الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف، في مقابلة تبثها محطة «أن تي في» نشر الكرملين مقاطع منها أمس، أنه اتخذ بنفسه كل القرارات خلال الحرب مع جورجيا. وقال «اتخذت القرارات وحدي».وتابع مدفيديف «لم أجر مشاورات مع أحد. تلقيت معلومات من وزارة الدفاع، حلّلتها واتخذت القرارات». ورأى أن «المشاورات لا تسهل الأمر إطلاقاً، باعتبار أن شخصاً واحداً هو الرئيس مسؤول عن كل الإجراءات التي تتخذ». وقال إن «الهجوم الذي شنته روسيا رداً على هجوم جورجيا ليل السابع من آب (الماضي) لاستعادة السيطرة على جمهورية أوسيتيا الجنوبية الانفصالية الجورجية كان أصعب قرار أتخذه».
روسيا تعلن مقتل 67 جنديّاً خلال الحرب مع جورجيا
وفي السياق، نقلت وكالة الأنباء الروسية «نوفوستي» عن نائب رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، أناتولي نوغوفيتسين، قوله إن «القوات المسلحة الروسية تصرّفت وفق المهمة التي وضعها مدفيديف وأعلنها للشعب الروسي والمجتمع الدولي، والمتمثلة في إرغام جورجيا على السلام». وأضاف أنه «لم تكن لدى روسيا أي خطط للهجوم على تبليسي أو مناطق أخرى في جورجيا».
ونفى نوغوفيتسين ما جاء على لسان الرئيس الجورجي ميخائيل سآكاشفيلي بأن «القوات الروسية توقفت عن التقدم في أراضي جورجيا بعد إعلان القوات الأميركية حالة التأهب».
بدورها، أعلنت النيابة الروسية، خلال عرضها نتائج التحقيق حول الحرب الجورجية ـــــ الروسية، أن الأولى «شنت الحرب على منطقة أوسيتيا الجنوبية الانفصالية الموالية للروس للقضاء على الشعب الأوسيتي». وتابعت أن «عدد الجنود الروس الذين قتلوا في الحرب بلغ 67 قتيلاً»، مضيفة أنه «نتيجة الهجوم الجورجي على تسخينفالي وغيرها من البلدات في أوسيتيا الجنوبية، دمّر 655 مبنى سكنياً بالكامل أو احترق وتضرّر 2139 منزلاً».
في المقابل، أكدت جورجيا، في تقرير نشر أمس أنها «تحركت عسكرياً للتصدي لاجتياح روسي واسع النطاق». وقالت إنه «في السابع من آب عام 2008، شنت القوات المسلحة الروسية هجوماً كبيراً ومنسّقاً ومتعمّداً على جورجيا»، مضيفة أن «الحكومة الجورجية خلصت إلى أنه لم يبق أمامها من خيار سوى إطلاق عملية عسكرية للتصدي لما تحوّل إلى غزو، كانت أهدافه تتجاوز خلافاً على منطقتين جورجيتين» انفصاليتين.
إلى ذلك، أعرب الممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا، عن أمله في أن «تمر الذكرى الأولى لاندلاع الحرب بين روسيا وجورجيا من دون حوادث، وأن تكون مناسبة لمساعدة عودة النازحين إلى ديارهم». وجدد طلب الاتحاد الأوروبي «الدخول إلى ابخازيا وأوسيتيا الجنوبية للمساهمة في تفادي وقوع حوادث».
(أ ف ب، يو بي آي)