خاص بالموقعبول الأشقر
حلّ الرئيس الإكوادوري رافائيل كوريا، أمس، ضيفاً على الجزء الجنوبي من القارة الأميركية، وهو ما تزامن مع مرور قرنين على استقلال بلاده عن إسبانيا. وقد تسلم الاقتصادي اليساري، الرئاسة للمرة الثانية، وهذه المرة على عكس الأولى، مع أكثرية مريحة في مجلس النواب وشعبية متراجعة بهدف «تجذير الثورة» على حد تعبيره.

وسبق الحفل الرسمي والشعبي، كما في المرة الأولى، تنصيب رمزي من الكهنة الهنود بعدما أدخلوه في حلقة من الزهور والبخور وسلّموه عصا الإمرة. ووقف كوريا في الحفل ليعلن أنه «سيعطي دائماً الأولوية في قراراته للفقراء والشباب والشعوب الأصيلة الهندية». وأُقيم حفل القسم الرسمي أمام مجلس النواب بحضور رؤساء أميركا الجنوبية، تقدمهم البوليفي إيفو موراليس، والكوبي راوول كاسترو، والهندوري المخلوع زيلايا. ولفت وجود رئيس الجمهورية الصحراوية ونائب رئيس الجزائر، فضلاً عن الحائزة جائزة نوبل للسلام، ريغوبيرتا منشو الغواتيمالية. ودشن كوريا ولايته الثانية بخطاب عن برنامجه في الملعب الوطني لكرة القدم في العاصمة كيتو.

ويوم أمس أيضاً، تسلم رافائيل كوريا رئاسة منظمة «أوناسور»، التي تضم دول أميركا الجنوبية الـ12 لمدة ستة أشهر. تسلّمٌ هو الثاني لهذه المؤسسة الإقليمية الحديثة. في المرة الأولى، تخلت كولومبيا عن حقها بالرئاسة لخلافاتها مع عدد من الدول، وأُوكلت المهمة لرئيسة التشيلي، ميشال باشليه، التي رأت أن ولايتها كانت «ناجحة»، لتُسلّم الأمانة إلى كوريا، بغياب الرئيس الكولومبي، ألفارو أوريبي، الذي يقاطع الجلسة، بسبب العلاقات المقطوعة والمشحونة بين البلدين والرئيسين.

فقد مر عام كامل على الغارة التي شنّها الجيش الكولومبي على مخيّم لثوار «الفارك» في الأراضي الإكوادورية. ومنذ ذلك الحين، اختلف وتصالح أوريبي مع الرئيس الفنزويلي، هوغو تشافيز، عدة مرات. حالياً، العلاقات متوترة وقد سحب الأخير سفيره وأعاده في ظرف أسبوع، والعلاقات بين البلدين تبقى مجمدة.

وقبل يومين قرّر تشافيز إلغاء الحسومات المالية التي كانت تعطيها كاراكاس لبوغوتا في شراء النفط. ويبقى الوضع مفتوحاً على مزيد من التطورات؛ والطرفان يلوّحان بخطر الحرب كما كانت الحال قبل عام. الفارق هذه المرة أن الموضوع ليس سيادة الإكوادور بل إعادة تمركز الوجود العسكري الأميركي في كولومبيا بعدما أقفلت قاعدة «مانتا» الإكوادورية في العام الماضي. وقد خرجت، أول من أمس، من كاراكاس وبوغوتا، روايات متشابهة ضرورية لتحمية «الحرب الكلامية». أما المسرح المختار لهذه الحرب المحتملة فهو منطقة الأمازون الحدودية. وفيما قالت كولومبيا إن 11 جندياً إكوادورياً دخلوا حدودها وقد أخرجتهم منها، كشف تشافيز أن فرقة من الجيش الكولومبي استقرت على الضفة الفنزويلية من نهر الأورينوك قبل أن تنسحب منه.