خاص بالموقعواشنطن ــ محمد سعيد
حذّر قائد القوات الأميركية في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال، أمس، من أنّ حركة «طالبان» أصبح لها اليد الطولى في أفغانستان، واصفاً قدرة الولايات المتحدة على استعادة السيطرة مجدداً ووقف اندفاع الحركة بـ«المهمة العصيبة». اعتراف ترافق مع تأكيد كبير مستشاري ماكريستال، أنطوني كوردسمان، أنّ حركة «طالبان» وسّعت نفوذ مقاتليها من 30 منطقة من أصل 364 في أفغانستان عام 2003 إلى 160 منطقة منذ نهاية العام الماضي، فيما ازدادت هجماتهم بنسبة 60 في المئة خلال الفترة من تشرين الأول 2008 حتى نيسان 2009.

وقال ماكريستال، في مقابلة مع صحيفة «وول ستريت جورنال»، إنّ «حركة طالبان تتقدم خارج معاقلها التقليدية في جنوب وشرق البلاد إلى الشمال والغرب»، موضحاً أنّ «الحركة التي نشطت من جديد، سترغم القوات الأجنبية على تغيير تكتيكاتها»، محذراً من أنّ الخسائر البشرية القياسية ستظل مرتفعة أشهراً، قائلاً «إنهم عدو عنيف وهجومي جداً، الآن يجب أن نوقف تقدمهم، وهي مهمة شاقة».

وقدم ماكريستال في المقابلة مراجعة أوّلية للتقويم الاستراتيجي الذي سيقدّمه إلى حكومة الرئيس باراك أوباما في وقت لاحق من الشهر الجاري. وأشار قائد القوات الأميركية إلى أنّ التعديل الذي سيدخله على خطته العسكرية في أفغانستان «سيسمح بحماية المدنيين الأفغان من مستويات العنف المتصاعدة وسياسة التخويف التي تمارسها طالبان».

وكشف ماكريستال أنّ «طالبان تتحرك الآن إلى أبعد من مناطق نفوذها القوية التقليدية في الجنوب إلى مناطق كانت مستقرة في السابق في شمال وغرب أفغانستان». ولفت إلى أنه يعتزم دفع مزيد من القوات إلى قندهار، موطن الحركة الإسلامية المتاخم لهلمند.

كذلك اقترح زيادة عدد جنود الجيش الأفغاني من 135 ألف جندي إلى 240 ألف جندي بحلول عام 2014، وزيادة عدد قوات الشرطة الأفغانية من 82 ألف شرطي حالياً إلى 160 ألف بحلول العام نفسه، وهو أمر يتطلّب توفير آلاف المدربين الأميركيين.

وفي السياق، توقّع مسؤولون أميركيون مطّلعون على تقويم ماكريستال أن يطلب إرسال قوات إضافية تصل إلى 100 ألف جندي إلى جانب نحو 62 ألف جندي أميركي موجودين هناك أصلاً.

غير أنّ كوردسمان دعا الإدارة الأميركية إلى الموافقة على إرسال 45 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان. وقال في مقال نشره في صحيفة «تايمز» البريطانية إن «من الضروري للقوات الأميركية الأطلسية تغيير تكتيكاتها القتالية بعد سنوات من فشلها في الحد من خطر المقاومة المتنامية في أفغانستان، وزيادة عدد الجيش الأفغاني للتعامل مع تهديد حركة طالبان».