أجرى وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أوغلو، أمس، أولى زياراته إلى بغداد، حيث ساد الاجتماعات ملف مياه دجلة والفرات، بينما كانت الموصل وبغداد تحاولان استعادة الحياة بعد موجة عنف يوم الاثنين، على وقع التنديد العربي والعالمي بالتفجيرات. وقد بحث داوود أوغلو، الذي وصل إلى بغداد أمس، في زيارة رسمية خاطفة، سبل تفعيل «الإعلان الاستراتيجي» المتعدد الجوانب المبرم بين البلدين، وإمكان عقد اجتماع مشترك في هذا الخصوص في أقرب وقت ممكن، وفق ما كشفه نظيره العراقي هوشيار زيباري في مؤتمر صحافي عُقد في بغداد.وأوضح زيباري أن داوود أوغلو أعطى تعهدات بإطلاق بلاده كميات إضافية من المياه في نهري دجلة والفرات، الذي يمر بالأراضي السورية قبل وصوله إلى الأراضي العراقية. وقال الوزير التركي «لقد تعهدنا في الفترة السابقة رفع منسوب المياه إلى أكثر من 500 متر مكعب، ولن نكتفي بهذا المقدار، حيث سنزيده مستقبلاً، كما نرغب في تأليف لجنة عراقية تركية سورية بشأن المياه».
في هذا الوقت، تعددت مصادر الإدانات العربية والعالمية لموجة العنف الكبيرة التي ضربت العراق أول من أمس، والتي أدّت إلى مقتل أكثر من 51 شخصاً وإصابة العشرات. وقد دانت سوريا بشدة «التفجيرات الإرهابية» في بغداد والموصل، مجددةً، عبر بيان لوزارة خارجيتها، «دعم أمن العراق واستقراره والإجراءات المتخذة لتحقيق ذلك». وحثت دمشق «جميع مكوّنات الشعب العراقي على العمل من أجل تحقيق المصالحات الوطنية وتعزيز وحدة العراق أرضاً وشعباً».
تنديد آخر صدر عن كل من السفير الأميركي لدى العراق كريستوفر هيل، وقائد قوات الاحتلال ريمون أوديرنو، في بيان مشترك، أعلنا فيه أنّ «السفارة الأميركية في بغداد والقوة المتعددة الجنسيات في العراق تعربان عن إدانتهما الشديدة للتفجيرات التي وقعت في الموصل وبغداد».
ولفت البيان إلى أن الهدف الوحيد لهذه التفجيرات هو «إثارة الانقسامات داخل المجتمع العراقي»، معرباً عن ثقته بأنها «لن تفلح في ثني إرادة الشعب العراقي عن سعيه قدماً لبناء عراق مسالم ومزدهر».
وعاد ملف منظمة «مجاهدي خلق» الإيرانية المعارضة إلى صدارة الأحداث العراقية، إذ طالبت رئيسة المنظمة، مريم رجوي التي تقيم في منفاها الباريسي، بعودة الجيش الأميركي ليشرف على مخيم أشرف بانتظار قوات بديلة دولية.
وقالت رجوي، في مؤتمر صحافي، إنّ «على القوات الاميركية أن تعود للسيطرة على مخيم أشرف (في محافظة ديالى العراقية) بانتظار وصول قوات دولية برعاية الأمم المتحدة». ورأت أن تدخل قوى الأمن العراقية بعدما توقفت الولايات المتحدة عن حماية المعسكر منذ أيار الماضي، «جريمة ضد الإنسانية».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)