strong>بدأت تُقرع طبول التحذير من عودة اليمين المتطرّف إلى النشاط في الولايات المتحدة، ولا سيما مع نشوء أرضية خصبة لنهضته؛ انكماش اقتصادي ورئيس أسود وعائدون من ساحات الحرب
أظهرت دراسة أميركية لجمعية «ساوذرن بوفرتي لو سنتر»، نُشرت نتائجها أول من أمس، أن المجموعات المسلحة من اليمين المتطرّف التي لم تتقبّل حتى الآن انتخاب باراك أوباما، أول رئيس أسود للولايات المتحدة، تشهد نهضة جديدة في هذا البلد بعد عقد من التراجع. وأوضحت الدراسة الصادرة تحت عنوان «الموجة الثانية: عودة الميليشيات» أن المجموعات الأميركية الصغيرة التي تعتنق إيديولوجيا عنصرية معادية للحكومة والمهاجرين، والتي ازدهرت في تسعينيات القرن الماضي وشنّت عدداً كبيراً من الهجمات الإرهابية الدامية، عادت إلى الازدهار. ونقلت عن مسؤول في الشرطة، لم تذكر اسمه، قوله إنه «أكبر نمو شهدناه منذ عشرة أعوام أو 12 عاماً». وأضاف «لا ينقص سوى شرارة. إنها مسألة وقت فقط قبل أن نشهد تهديدات وأعمال عنف».
وحذّرت الجمعية من أن كون «الحكومة الفدرالية، الكيان الذي تعدّه جميع الحركات اليمينية المتطرفة تقريباً عدوّها الأول، هي برئاسة رجل أسود، فإن ذلك يُنذر بتأجيج غضب العنصريين المنادين بتفوّق العرق الأبيض». وأشارت إلى وجود رابط مباشر بين وصول أوباما إلى السلطة وارتفاع عدد جرائم القتل التي استهدفت رجال شرطة منذ مطلع العام.
كذلك استدلّت بالحوادث العنصرية التي وقعت منذ انتخاب أوباما لدعم استنتاجاتها، مثل «سعي رجل غاضب جداً من انتخاب رئيس أسود إلى صنع قنبلة قذرة إشعاعية»، وآخر «انضم إلى مجموعة مسلحة وقتل مساعدي شريف في فلوريدا».
وقالت الدراسة إن ما يدل على نهضة الحركات العنصرية أيضاً هو أنها لا تزال تؤكد أن أوباما لا يمكن أن يكون رئيساً لاعتباره لم يولد مواطناً أميركياً. وبما أن هذه الحركات تتمسّك بفرضية المؤامرات، يقول محلّل الحركات اليمينية المتطرفة، تشيب بيرلت، إن «البيئة السياسية الحالية تغصّ بفرضيات المؤامرة العبثية والمطالب تبدو عبثية، غير أنها تنتشر بين الناس، إضافة إلى الادّعاءات المبالغ فيها، الأمر الذي يولّد بيئة مواتية لظهور العنف».
ويروّج لهذا التوجه عدد من الإعلاميين ومقدّمي البرامج، حيث أشارت الجمعية خصوصاً إلى معلّقين على شبكات إخبارية يروّجون لفرضيات مؤامرة، وفي طليعتهم غلين بيك على شبكة «فوكس نيوز»، الذي وصف أوباما بأنه «فاشي» و«نازي» و«ماركسي».
وبحسب معطيات نشرتها الجمعية، في شباط الماضي، فإن عدد المجموعات العنصرية ازداد بنسبة 54 في المئة ما بين 2000 و2008، فارتفع من 202 إلى 926 مجموعة. وتعود أضخم عملية نفذها ناشط من اليمين المتطرف، يدعى تيموثي ماكفي، إلى نيسان 1995، حيث قام بتفجير
شاحنة، ما أدى إلى تدمير مبنى حكومي في أوكلاهوما سيتي ومقتل 168 شخصاً.
وما يدعم الفرضيات التي توصلت إليها الدراسة هو تأكيد وزارة الأمن الداخلي أن انتشار الإنترنت والمخاوف من أن تعدّل إدارة اوباما التشريعات المتعلّقة بالأسلحة النارية وعودة جنود قاتلوا في العراق وأفغانستان إلى البلاد، كل ذلك «قد يؤدي إلى ظهور مجموعات إرهابية أو خارجة عن القانون قادرة على تدبير اعتداءات». كذلك حذر تقرير داخلي للحكومة، صدر مطلع السنة، من أن الانكماش الاقتصادي وانتخاب أوباما يمثّلان حافزين لتجنيد ناشطين جدد في اليمين المتطرّف.
(أ ف ب)