نيويورك ــ نزار عبوددعت الصين، في مؤتمر نزع السلاح في جنيف، إلى حل القضايا النووية في كوريا الشمالية وإيران بـ«الحوار السياسي الدؤوب»، مع الحرص على إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية، محذّرة على لسان وزير خارجيّتها، يانغ جي تشي، الذي ترأّس وفد بلاده إلى المؤتمر، من مخاطر نظام الدرع الصاروخية الغربي على السلم والأمن في الفضاء الخارجي وعلى سطح الأرض.
وقال الوزير الصيني «ينبغي على الدول عدم تطوير أنظمة دفاع صاروخية من شأنها تقويض الأمن الاستراتيجي العالمي، وعدم نشر أسلحة في الفضاء الخارجي»، مضيفاً أن إجراءات فعالة وذات صدقية قد اتخذت من أجل وضع حدّ لأيّ محاولة على هذا الصعيد.
وأكد يانغ أن الصّين وروسيا قدّمتا للمؤتمر في شباط من العام الماضي مسوّدة معاهدة تدعو إلى منع نشر أسلحة في الفضاء الخارجي، وإلى منع اللجوء إلى القوة في التعامل مع الأجسام المدارية في الفضاء، معرباً عن أمله في أن يشهد المؤتمر الحالي مفاوضات جدية من أجل اعتمادها.
وبسبب الدرع الصاروخية الأميركية في أوروبا، التي كانت الدافع الأول إلى ظهور حرب باردة بين موسكو وواشنطن، تعهّد كبار القادة العسكريين الروس في وقت سابق من هذا الأسبوع بالتصدي لهذا البرنامج ببناء صواريخ مضادة. كما أرسلت روسيا غواصاتها النووية وقاذفاتها إلى مناطق متاخمة للولايات المتحدة وإلى دول صديقة في أميركا اللاتينية، ضمن عملية عرض عضلات متبادلة تتم بكثير من التحدي وقليل من الحذر.
من جهته، تناول يانغ ترسانة بلاده النووية، مؤكداً أنها لأغراض دفاعية محضة، بعدما تعهدت بكين بعدم البدء باستخدام السلاح النووي في أي صراع، وأوقفت التجارب النووية، رغم أنها لم تصدّق رسمياً على معاهدة وقف التجارب التي وقّعت عليها من حيث المبدأ.
وتمنت الصين التصديق القريب على معاهدة حظر التجارب النووية، مشددة على بذل جهود خاصة في هذا الأمر. ومن بين الدول التي لم تصدّق عليها، تأتي إسرائيل ومصر وإندونيسيا وإيران. فيما رفضت الهند وباكستان وكوريا الشمالية التوقيع على المعاهدة التي تعدّ إحدى ركائز منع انتشار الأسلحة النووية ونزع السلاح.
ودعا وزير خارجية الصين إلى حل القضايا النووية العالقة مع كوريا الشمالية وإيران بالحوار السياسي، قائلاً «إننا على أتم الاستعداد للعمل مع الأطراف المعنية لتشجيع نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، ومن أجل تحقيق حل مناسب للمسألة النووية الإيرانية، آخذين بعين الاعتبار صون نظام منع انتشار الأسلحة النووية والحفاظ على الأمن والاستقرار الدوليين».