خاص بالموقعواشنطن ــ محمد سعيد
يجتمع الرئيس الأميركي باراك أوباما في البيت الأبيض، غداً، بنظيره المصري حسني مبارك، الذي وصل إلى واشنطن في وقت متأخر من يوم السبت الماضي، في زيارة هي الأولى له إلى هذا البلد منذ عام 2004. وسيبحث الرئيسان، إضافةً إلى العلاقات الأميركية ـــــ المصرية، الجهود الخاصة بتسوية الصراع العربي ـــــ الإسرائيلي، والتوتر السائد مع إيران، والأزمة المالية والاقتصادية العالمية، والتطورات السياسية في الأراضي الفلسطينية، وأخيراً الأفكار التي ينوي البيت الأبيض بلورتها بشأن «قيام دولة فلسطينية».

وأكد المتحدث باسم الرئاسة المصرية سليمان عواد أهمية زيارة مبارك، لكونها تتزامن مع «تصاعد المواجهة الغربية ـــــ الأميركية مع إيران»، مع قرب انتهاء المهلة الأميركية لطهران للرد على عرض بدء الحوار بشأن ملفها النووي.

وقال عواد إن الوضع في السودان سيكون من ضمن المواضيع التي ستُبحث، إضافةً إلى أحوال القرن الأفريقي، وتحديداً القرصنة الصومالية. كما سيجري تناول سبل تعزيز علاقات التعاون الاقتصادي بين مصر والولايات المتحدة، والعمل على زيادة الاستثمارات الأميركية في مصر، وفتح السوق الأميركية أكثر أمام الصادرات المصرية.

ويرافق مبارك في زيارته، وفد رسمي يضم وزراء الخارجية أحمد أبو الغيط، والمال يوسف بطرس غالي، والإعلام أنس الفقي، والتجارة والصناعة رشيد محمد رشيد، ورئيس ديوان رئاسة الجمهورية زكريا عزمي.

وسيبدأ مبارك نشاطاته اليوم، حين يعقد أربعة لقاءات مع كل من وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، ومدير المجلس القومي للاستخبارات دينيس بلير، والمبعوث الخاص لتسوية الصراع العربي ـــــ الإسرائيلي جورج ميتشل. ثم يلتقي نحو 15 من الشخصيات الأميركية، من بينها عدد من السفراء الأميركيين السابقين لدى مصر ومستشاري الأمن القومي الأميركي السابقين، يتقدمهم مستشارا الأمن القومي في عهدي الرئيسين جيمي كارتر وجورج بوش، زبيغينو يريجنسكي، وبرنت سكوكرفت.

كما سيلتقي أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب، وعدداً من قادة المنظمات اليهودية الأميركية وعددهم 25 شخصية، يمثّلون جميع منظمات الولايات، بما فيها المنظمة الصهيونية «أيباك». وقد لوحظ أن جدول أعمال مبارك في واشنطن، لا يشمل لقاءً مع ممثلي المنظمات العربية والإسلامية الأميركية.

ويلتقي مبارك أيضاً وزير الدفاع الأميركي روبت غيتس، ونائب الرئيس جوزيف بايدن، ومستشار الأمن القومي جيمس جونز.

وردّاً على ما تردّد عن إقامة مظلّة دفاعية لحماية أمن الخليج، تشارك فيها مصر، ذكّر السفير سليمان عواد بأن إثارة هذا الموضوع ليست جديدة، جازماً بأن مبارك «لم ولن يسمح بوجود أجنبي على أرض مصر»، وأنه يفتخر بهذا الموقف، الذي يحتل «حيّزاً كبيراً سيذكره له التاريخ، رغم تعدد المحاولات وتكرارها بشكل أو بآخر، وبحجة أو بأخرى».

وعن موقف مصر من الأفكار الأميركية لاستئناف عملية السلام، التي ستعلنها واشنطن قريباً، أجاب عواد: «موقفنا واضح في هذا الأمر، وأبلغه الرئيس مبارك للرئيس الأميركي لدى استقباله في قصر القبّة في الرابع من حزيران الماضي».