موسوي يطلق «طريق الأمل الأخضر»... وخامنئي يستبدل رئيس السلطة القضائيّةتوعّد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، الذي كشف أمس عن جزء من تشكيلته الحكومية الجديدة، الدول الغربية، وتحديداً بريطانيا بالمحاسبة لدورها في تأجيج الاضطرابات في بلاده، بالتزامن مع بدء ثالث جلسة محاكمة لمجموعة جديدة من المعتقلين، وإعلان المرشح الإصلاحي الخاسر مير حسين موسوي إنشاء جبهة «طريق الأمل الأخضر».

شن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد هجوماً على الدول الغربية لدورها في الأزمة الإيرانية الراهنة، في وقت كشف فيه عن أسماء بعض أعضاء حكومته الجديدة. وأعلن، في حديث للقناة الأولى الإيرانية أمس، أنه «عيّن مرضية وحيد دستجردي وزيرة للصحة، والنائبة فاطمة آجرلو وزيرة للرخاء‌ والضمان الاجتماعي». كما أشار إلى أن إحدى الحقائب الوزارية الأخرى ستكون أيضاً من نصيب امرأة، في خطوةٍ تعدّ الأولى منذ إعلان الجمهورية الإسلامية في إيران. كما أعلن أنه عيّن حيدر مصلحي وزيراً للأمن، وشمس الدين حسيني وزيراً للاقتصاد، ومحمد عباسي وزيراً للتعاون، وعلي أكبر محرابيان وزيراً للصناعة والمناجم، ما عدّ تحدياً للمحافظين الذين يتهمون الأخير بأنه غير كفوء لتولّي الوزارةوفي السياق، ذكرت وكالة «مهر» نقلاً عن نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان حسين سبحاني نيا، أنه من المتوقع أن يرشح نجاد كبير المفاوضين النوويين سعيد جليلي لتولي منصب وزير الخارجية في التشكيلة الجديدة خلفاً لمنوشهر متكي. كما أوضح أنّ من المتوقع أن يتبادل وزير الدفاع مصطفى محمد نجار ووزير الداخلية صادق محصولي منصبيهما.
في هذه الأثناء، اتهم نجاد أمس بريطانيا بأداء دور في الأحداث التي تلت الانتخابات الرئاسية، محذراً لندن من أنها ستتلقّى «صفعة شديدة من الشعب الإيراني إن لم تكفّ عن التدخل في شؤون إيران».
وقال نجاد إن «بعض القادة في هذا البلد (بريطانيا) يتصوّرون أن بإمكانهم تحقيق مآربهم التي تستهدف نظام الجمهورية الإسلامية من خلال إنشاء محطة تلفزيون ناطقة باللغة الفارسية، إلاّ أن هؤلاء يجهلون مدى تمسك الشعب الإيراني بالنظام وولاية الفقيه». وتابع إن «الشعب الإيراني اليوم لا يعتبركم رقماًَ في حساباته

الرئيس الإيراني يهاجم بريطانيا ويتوعّدها «بصفعة شديدة»
وعليكم أن تدفعوا فاتورة جرائمكم في أفغانستان والعراق، وعلى من شارك في هذه الجرائم أن يسدّد ما في ذمته». وتوجّه إلى الأميركيين بالقول «هاجمتم العراق تحت ذريعة أسلحة الدمار الشامل وقد ثبت عدم وجود أسلحة كيماوية في العراق، وصدام قد انتهى فماذا تفعلون إذاً في العراق». كما اتهم بعض دول الجوار بأنها «تقدم إلى الكيان الصهيوني تسهيلات لقمع دول إقليمية»، وعبّر عن أمله في «أن تصحو هذه الدول وتقف إلى جانب الشعوب».
في غضون ذلك، بدأت إيران أمس ثالث جلسة محاكمة لمجموعة جديدة مؤلفة من 28 شخصاً متهمين بإثارة الاضطرابات التي اندلعت في أعقاب الانتخابات الرئاسية الأخيرة. وقالت وكالة «مهر» إن قاضي المحكمة، عبد القاسم صلواتي، أكد في بداية الجلسة أن المحكمة جهة حيادية، وستصدر أحكامها بناءً على العدل والإنصاف.
وأوضحت وكالة الأنباء الايرانية «إرنا» أن لائحة الاتهام تضمنت اتهامات لبعض المحتجزين «بالسعي إلى إطاحة المؤسسة الإسلامية والمشاركة في احتجاجات غير مشروعة واستخدام قنابل وقذائف يدوية خلال الاحتجاجات».
في المقابل، بدأ القضاء الإيراني منذ أول من أمس محاكمة 12 شرطياً وقاضياً واحداً بعد إقالتهم من مناصبهم بسبب ارتكابهم مخالفات في قضية مركز اعتقال «كهريزاك». ونقلت وكالة «مهر» عن رئيس لجنة التحقيق الخاصة في مجلس الشورى الإسلامي لمتابعة أوضاع المعتقلين في السجن، برويز سروري، تأكيده أن التحقيقات أسفرت عن طرد 12 شخصاً من منتسبي المعتقل ارتكبوا مخالفات في هذه القضية، في مقابل تأكيده عدم «ثبوت حصول حتى اعتداء جنسي واحد» في المعتقل.
وكان المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي، قد أعلن أول من أمس، تعيين صادق لاريجاني، شقيق رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني، رئيساً للسلطة القضائية، بدلاً من هاشمي شاهرودي، الذي شغل هذا المنصب على مدى عشر سنوات.
من جهة ثانية، أعلن المرشح الإصلاحي الخاسر في الانتخابات الرئاسية الإيرانية مير حسين موسوي أول من أمس إنشاء منظمة سياسية اجتماعية جديدة أطلق عليها اسم «طريق الأمل الأخضر». ونقلت صحيفة «اعتماد ملي» عن موسوي قوله «إن درب الأمل الأخضر تأسست للدفاع عن مطالب الشعب الشرعية والحصول على حقوقه».
وأوضح موسوي «أن اللون الأخضر هو رمز لهذا الدرب، ومطلبه هو التطبيق الكامل للدستور»، وأشار إلى أن حركته مؤلفة «من عدد لا يحصى من الشبكات الاجتماعية المستقلة، التي تألّفت من تلقاء نفسها».
وأعرب موسوي عن اعتقاده «أنه لو جرى التعامل مع مطالب الناس بعدل بدل استخدام وسائل الإعلام من أجل الربط بين التحركات التلقائية للناس والأجانب، لكانت الحكومة قد عزّزت الحقيقة وأرضت الرأي العام».
(أ ف ب، أ ب، رويترز، يو بي آي)