strong>أعلنت الولايات المتحدة حدوث أكبر عملية احتيال ينفذها قراصنة إلكترونيون في تاريخها، بعدما سرقوا بيانات أكثر من 130 مليون بطاقة مصرفية

وجهت هيئة قضائية في الولايات المتحدة، أول من أمس، إلى ألبرت غونزاليس تهمة سرقة بيانات 130 مليون بطاقة مصرفية، في ما وصفتها السلطات الأمنية بأكبر عملية قرصنة إلكترونية في تاريخ البلاد. ونقلت شبكة «سي إن إن» الأميركية عن وزارة العدل الأميركية قولها إن هيئة محلفين من ولاية نيوجيرسي وجهت إلى غونزاليس (28 عاماً) وشخصين روسيين، تهمة سرقة بيانات أكثر من 130 مليون بطاقة مصرفية من عملاء خمسة محالّ تجزئة، بينها سلسلة «سفن إليفن».
وأوضح الادعاء أن غونزاليس والشخصين الآخرين، اللذين عرّف عنهما باسم «الهاكر 1» و«الهاكر 2»، نقلوا البيانات إلى «أجهزة خادمة» في كاليفورنيا وإلينوي ولاتفيا وهولندا وأوكرانيا. ويقول ممثلو الادعاء إن الهدف هو بيع البيانات لمصلحة أطراف أخرى. ولم يحدد الادعاء الحجم المادي لعمليات الاحتيال.
وغونزاليس، المعروف بلقب «سوبنازي»، كان مخبراً سابقاً للاستخبارات الأميركية وساعد الوكالة في مطاردة القراصنة الإلكترونيين. ويقول محققون فدراليون إنه اعتُقل في عام 2003 ضمن عصابة «شادو كرو» للقرصنة الإلكترونية. وأضاف المدعي العام الأميركي السابق الذي عمل في هذه القضية، سكوت كريستي، أنه «كان واحداً من أهم قادة المجموعة». لكن بحسب مسؤولين في وزارة العدل، لم يُدَن غونزاليس وقتها بعدما وافق على أن يصبح مخبراً لجهاز الاستخبارات المركزية، لكن تبين للوكالة في وقت لاحق أنه يعمل أيضاً مع المجرمين ويفيدهم بمعلومات عن التحقيقات الجارية، وحتى إنه كان ينذر أحد الأشخاص على الأقل في حال تنفيذ عمليات الدهم، وفقاً لما ذكرته السلطات.
ونقلت صحيفة «وال ستريت جورنال» أن غونزاليس أطلق في تشرين الأول 2006 «عملية أصبح ثرياً أو أموت وأنا أحاول»، التي تستهدف 500 شركة، مع برنامجه لعمليات سرقة البيانات. ووفقاً لما جاء في مذكرة رُفعت أمام محكمة فدرالية في ماساشوسيتس، فإنه اضطر في إحدى المرات إلى إحصاء ما يزيد على 340 ألف دولار يدوياً بعدما تعطلت ماكينة عدّ الأموال.
غير أن مغامرته انتهت في أيار 2008عندما دخل إلى السجن، بعدما كانت السلطات المختصة في بوسطن قد وجهت إليه هو وعدد من المتواطئين معه تهمة القرصنة باختراق الأنظمة الإلكترونية لثمانية محال تجزئة كبرى هناك، وسرقة بيانات 40 مليون من العملاء.
وقال المدعي العام الأميركي آنذاك، مايكل موساكي، إنها أكبر عملية سرقة لبطاقات ائتمان في تاريخ الولايات المتحدة. وكان من المقرر أن يحاكم فيها غونزاليس بتهمة القرصنة الإلكترونية في عام 2010. وذكرت «سي إن إن» أنه قد يواجه عقوبة بالسجن تصل إلى 25 عاماً ودفع غرامة مقدارها 500 ألف دولار عن تهمتي الاحتيال الإلكتروني والتآمر. ويشار إلى أنه إذا أدين في كل هذه القضايا، يمكن أن يواجه حكماً محتملاً بالسجن مدى الحياة. ومعروف أن عمليات الاحتيال في الفضاء الإلكتروني للتحويلات المالية ارتفعت الآن بسبب استخدام شبكات الاتصال عبر الإنترنت. وكشفت وزارة الخزانة أخيراً أن من بين أكثر من 55000 عملية احتيال حصلت منذ عام 1998، وقع أكثر من نصفها في العامين الماضيين.
(يو بي آي، أ ب)