نجاد يقدّم حكومته لمجلس الشورى... وكرّوبي متمسّك باتهاماتهزيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى طهران لافتة فيتوقيتها ومضمونها. تأتي في ظلّ محاولات غربية دؤوبة لفضّ الشراكة بين سوريا وإيران، اللتين تصران على البقاء معاً في جبهة واحدة لمواجهة «تدخلات الأعداء»

شدّد الرئيسان، السوري بشار الأسد، والإيراني محمود أحمدي نجاد، في طهران أمس، على «علاقات الصداقة الوثيقة» التي تجمع البلدين والشعبين في سوريا وإيران وآليات توطيد التعاون بينهما. وأوضحت وكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا» أنه خلال القمة السورية ـــــ الإيرانية، التي حضرها وزيرا خارجية البلدين وليد المعلم ومنوشهر متكي وعدد من المسؤولين، «بُحثت آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، ولا سيما في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث شدّد الجانبان على ضرورة تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية ونبذ الخلافات حفاظاً على وحدة الشعب الفلسطيني وتوحيد موقفه لاستعادة حقوقه الوطنية المشروعة».
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (ارنا)، نقلاً عن الموقع الإعلامي لرئاسة الجمهورية الإيرانية، أن الرئيسين رأيا أن «الظروف العالمية تمثّل فرصة تاريخية لشعوب المنطقة». وشدّدا على أنه «ينبغي الاستفادة القصوى من أي فرصة متاحة لمصلحة شعبي البلدين».
وأكد الرئيس السوري، الذي التقى المرشد الأعلى للثورة، علي خامنئي، أن العلاقات الإيرانية السورية «أقوى بكثير من أن يريد رئيسا البلدين تأكيدها في اللقاءات الثنائية»، قائلاً «إن اللقاءات بين البلدين ضرورية، حيث نوصل رسائل إلى الدول البعيدة، وكذلك دول المنطقة، ذلك لأن ذاكرتها ضعيفة للغاية، والدروس التي تعلمتها تنساها سريعاً. ومن هنا فإن على مسؤولي البلدين، اللقاء معاً لكي يستوعبوا تلك الدروس مجدداً». وأضاف: «إنني على ثقة بأن أبواب الأسرة الدولية ستفتح من الآن فصاعداً أكثر من السابق نحو إيران وسوريا».
وأدان الأسد التدخلات الأجنبية في شؤون إيران، قائلاً إن «السبب الرئيسي وراء تدخلات الأعداء والغربيين هو ألّا يسمحوا بتكرار انتصارات إيران وسوريا المتتالية خلال الأعوام الأربعة المقبلة».
بدوره، قال الرئيس الإيراني إن بلاده وسوريا تقفان في جبهة واحدة، مضيفاً أن الغرب «أصيب تماماً بالتخبط والحيرة، وأدرك عالم اليوم أن النظريات الغربية وصلت إلى نهاية المطاف، لذا فهم بحاجة إلى تعاون سوريا وإيران ودعمهما».
من جهة أخرى، انتقدت إيران تصريحات أدلى بها الرئيس المصري، حسني مبارك، في واشنطن. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، حسن قشقاوي، إن «مثل هذه التصريحات بعيدة عن الحقائق السائدة في المنطقة» و«لا تخدم مصالح شعوب المنطقة ودولها».
وكان مبارك قد قال خلال اجتماعه قبل أيام مع زعماء الطائفة اليهودية في واشنطن: «هناك انشقاق داخل القيادة الإيرانية، والطريقة الأفضل للتعاطي معها هي الانتظار».
كذلك اتهم قشقاوي المسؤولين الفرنسيين بأنهم «يسعون جاهدين إلى قلب الحقائق والإيحاء بأن موضوع اعتقال (الفرنسية) كلوتليد ريس جاء على خلفية سياسية».
وفي الشأن الداخلي، تحدّى الرئيس الإيراني، الذي يواجه معارضة الإصلاحيين منذ إعادة انتخابه، رفاقه المحافظين بتجاهله تعليماتهم في ما يتعلق بتشكيلة الحكومة التي قدمها أمس لمجلس الشورى.
وأثار نجاد انتقادات المحافظين بشأن كفاءة مرشحيه للمناصب الوزارية، وكذلك بسبب إعلانه الأحد الماضي، أسماء ستة من هؤلاء المرشحين، علماً بأن إعلان الأسماء هو من اختصاص مجلس الشورى، الذي تسلّم من نجاد التشكيلة لدراستها.
في هذا الوقت، طلب أمين حزب «اعتماد مللي»، مهدي كروبي، من رئيس مجلس الشورى، علي لاريجاني، لقاء مسؤولين في النظام ليقدّم إليهم وثائق تثبت أن متظاهرين مناهضين لإعادة انتخاب الرئيس نجاد تعرّضوا للاغتصاب أثناء سجنهم.
وقال كروبي، في رسالته للاريجاني، الذي نفى وقوع حوادث مماثلة: «أدعوكم إلى عقد اجتماع مع رؤساء السلطات الثلاث (القضائية والتشريعية والتنفيذية) والمدعي العام ورئيس مجلس الخبراء ومجلس تشخيص مصلحة النظام، أقدّم خلاله اليكم أدلة على تجاوزات جنسية ارتكبت في بعض السجون».
ويناقش البرلمان الإيراني مشروعاً قدّمه عدد من النواب لتخصيص 20 مليون دولار للتصدي «للتهديدات والمؤامرات الأميركية الناعمة للجمهورية الإسلامية الإيرانية».
ونقلت «ارنا» عن عضو لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى، حيدر بور، قوله إن «المشروع قدّمه عدد من النواب لمواجهة القيود التي وضعتها أميركا وسائر القوى الغربية في مجال تكنولوجيا المعلومات وبهدف فضح الحالات العديدة والمتزايدة لانتهاك حقوق الإنسان من هذه الدول»، مشيراً إلى أن المشروع سيناقش الأسبوع المقبل بصورة عاجلة في الاجتماع العلني للبرلمان.
إلى ذلك، أعلنت السلطات الإيرانية أنها ستمنع منعاً باتاً دخول أي سلعة تحمل عبارات «مسيئة للمقدسات الإسلامية» إلى البلاد. ونقلت وكالة «إرنا» عن المتحدث باسم الجمارك الإيرانية، محمود بهبودي اهني، تعليقه على خبر نشره أحد المواقع الإلكترونية الإيرانية عن بيع كميات من السراويل الصينية في عدد من متاجر طهران، تحمل عبارة «بسم الله الرحمن الرحيم».
وأضاف أن البند التاسع من قانون الجمارك ينص على أن أي سلعة تحمل عبارات تخلّ بالنظام العام أو القيم الوطنية والدينية يمنع دخولها إلى إيران، موضحاً أن السراويل الصينية المشار إليها لم تدخل إلى البلاد من طريق الجمارك.
(سانا، إرنا، يو بي آي، أ ف ب، رويترز)