h1>قرضاي يأمل الفوز من الدورة الأولى... وعنف “طالبان” يوقع 21 قتيلاًنجحت حركة «طالبان» نسبياً في ثني الأفغان عن المشاركة في الانتخابات الرئاسية والمحلية التي جرت أمس، من دون عرقلتها كلياً، وعلى وجه الخصوص جنوب البلاد، حيث شهدت إقبالاً ضعيفاً مرده إلى أعمال العنف. أمر سيعوق فوز الرئيس الأفغاني حميد قرضاي من الجولة الأولى، ويعزز فرص منافسه عبد الله عبد الله
أدلى ملايين الأفغان، أمس، بأصواتهم لاختيار رئيسهم وممثّليهم في مجالس البلديات في أفغانستان، حيث شهدت بداية الاقتراع أعمال عنف متفرقة في شتى أنحاء البلاد، شملت إطلاق قذائف وتفجيرات انتحارية أدت إلى إغلاق بعض مراكز الاقتراع.
واصطفّ عشرات الأفغان أمام مراكز الاقتراع في كابول والمدن الأخرى، لكن بدت المشاركة أقل في جنوب البلاد، معقل حركة«طالبان»، التي هددت بمهاجمة الانتخابات.
ومُدّدت عملية الاقتراع ساعة واحدة، لتبدأ بعدها عملية فرز الأصوات التي ينتظر أن تظهر نتائجها الأوّلية اليوم. وقالت اللجنة الانتخابية الأفغانية إنّ المشاركة في الانتخابات الرئاسية والولايات كانت في منتصف اليوم «جيدة جداً»، وقد تصل إلى 50 في المئة لدى إغلاق مراكز الاقتراع. وصرّح المتحدث باسم اللجنة، زكريا باراكزاي، «تمكنّا من فتح 95 في المئة من مكاتب الاقتراع».
ومقارنةً بالانتخابات الرئاسية الأولى في 2004، حين بلغت النسبة 75 في المئة، قال باراكزاي إنّ «الأمر كان مختلفاً، لأن الحماسة كانت كبيرة حينها».
وتمثّل نسبة التصويت المنخفضة في معقل الباشتون في الجنوب عقبة أمام قبول نتائج الانتخابات من الرأي العام الأفغاني، وستكون لها تداعيات سيّئة على حظوظ قرضاي الذي كان من المتوقع أن يحصد غالبية الأصوات في الباشتون في جنوب البلاد، وتعزز في الوقت نفسه من فرص منافسه عبد الله عبد الله.
وشكر قرضاي، لدى إدلائه بصوته تحت حراسة مشددة في مدرسة ثانوية في كابول، الشعب الأفغاني على تحدّيه تهديدات المتمردين والمشاركة في الانتخابات، واصفاً النهار الانتخابي بأنه «يوم جيد» للبلاد. وقال «إني أدعو الأفغان إلى المجيء إلى مراكز الاقتراع وإسماع صوتهم. بتصويتكم تكون أفغانستان أكثر أمناً». وأمل أن يفوز بأغلبية مطلقة من الجولة الأولى.
وقبل انتهاء اليوم الانتخابي الطويل، تجمّعت لدى اللجنة الانتخابية شكاوى كثيرة شككت في نزاهة عملية الاقتراع، على غرار ما حصل في الانتخابات السابقة عام 2004. ولاحظ عدد من المراقبين أنّ الأختام الخاصة التي تستخدم للإشارة إلى بطاقات الأشخاص الذين شاركوا في الاقتراع لم تكن موجودة في العديد من المناطق. وحصل جدل آخر بشأن الحبر المستخدم لدمغ أصابع المنتخبين، فقد تبيّن، كما حصل عام 2004، أنه من السهل تنظيف هذا الحبر وإزالته.
وقال المرشح رمضان بشرادوست إنه أزال الحبر الانتخابي بسهولة، ودعا السلطات إلى وقف هذه الانتخابات، مضيفاً إنها ليست «انتخابات، إنها كوميديا».
وتزامنت عمليات الاقتراع مع موجة من أعمال العنف والتفجيرات أوقعت 21 قتيلاً على الأقل. لكن رغم أعمال العنف، أكّد العديد من الأفغان أنّ الهجمات لن تثنيهم عن الإدلاء بأصواتهم. وقال سيد مصطفى (طالب) في كابول، وهو يعرض إصبعه الملطخة بالحبر، إن «الشعب الأفغاني اعتاد الحياة في ظل أسوأ ظروف انعدام الأمن والقتال، فلماذا يخافون من الخروج والتصويت؟»
إلى ذلك، رأت الأمم المتحدة أنّ هناك إشارات مشجعة إلى ارتفاع نسبة الإقبال على المشاركة في الانتخابات. وقال المتحدث باسم بعثة الأمم المتحدة في كابول، عليم صديقي، إن «الغالبية العظمى من مراكز الاقتراع تمكّنت من فتح أبوابها وتسلّمت المواد الخاصة بعملية الاقتراع».
وجال المبعوث الأميركي إلى المنطقة ريتشارد هولبروك في مراكز الاقتراع في كابول. وقال إنّ ما رآه كان «منفتحاً ونزيهاً». وأضاف «حتى الآن اتضح أنّ كل التوقعات بحدوث كارثة كانت خاطئة».
(أ ب، أ ف ب، رويترز)

بدوره، وصف الأمين العام لحلف شمالي الأطلسي، اندرس فوغ راسموسن (الصورة)، سير الانتخابات في أفغانستان بأنه «مشجّع». وقال، خلال مؤتمر صحافي في إيسلندا، إنّ «التقارير الأولية مشجعة. كان عدد مكاتب الاقتراع التي فتحت أبوابها أكبر مما كنا نتوقع. وهذا دليل واضح على أنّ الشعب الأفغاني يريد الديموقراطية والحرية ويرفض الإرهاب».
(أ ف ب، يو بي آي)