اللجنة الانتخابية تُنهي فرز الأصوات... والنتائج الأسبوع المقبليبدو أن ثاني انتخابات مباشرة تجري في أفغانستان منذ إطاحة حكومة «طالبان»، سيطول السجال بشأنها إلى حين ظهور النتائج رسمياً، بعدما أعلن المرشحان الأساسيان فوزهما بالرئاسة من الجولة الأولى
رغم عدم توقع إعلان النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية الأفغانية، التي جرت أول من أمس، قبل أسبوع، إلا أن هذا لم يمنع كلاً من فريقي المرشحَين الرئيسيَّين للانتخابات الرئاسية، الرئيس حميد قرضاي الذي يُعَدّ الأوفر حظاً، وأبرز منافسيه عبد الله عبد الله، من إعلانه فوز مرشحه بالانتخابات بعد انتهاء فرز الأصوات.
وأكد مدير حملة قرضاي، دين محمد، أن الرئيس الحالي فاز بالانتخابات الرئاسية من الجولة الأولى وفقاً للأرقام التي قدمها مراقبوه الميدانيون. وقال: «طبقاً لما حصلنا عليه من معلومات حتى الآن، فإن بإمكاننا تأكيد أنه لن تكون هناك حاجة إلى جولة ثانية لأننا في الصدارة». إلا أن محمد عاد ونفى ما نقلته عنه وكالات الأنباء من إعلانه فوز قرضاي، وقال إنه «فقط يرجح، اعتماداً على النتائج الجزئية وما نقله مراقبو قرضاي، أن يكون الرئيس قد فاز». وأكد أن ما قاله هو «أنه يتمنى ألا يدخلوا في جولة ثانية» لن يكون بمقدور قرضاي تجنبها إلاّ في حال حصوله على أكثر من 50 في المئة من الأصوات.
في المقابل، أعلن المتحدث باسم حملة عبد الله، سيد اكا فضيل سانشراك، أن مرشحه يتقدم بفارق كبير وفقاً للنتائج الجزئية. وقال إن «النتائج التي حصلنا عليها من مراقبينا في مكاتب الاقترع تقول إننا حصلنا حتى الآن على نسبة 63 في المئة من الأصوات، وإن قرضاي حصل على 31 في المئة»، مشدداً على أن النتائج ليست نهائية.
ورفضت اللجنة الانتخابية تأكيد ما أعلنه كل من الفريقين، مشددةً على أنّ من المبكر جداً إعلان النتيجة، ومشيرة إلى أن إعلان النتائج سيكون في غضون الأسبوع المقبل. وقال المتحدث باسم اللجنة، زكريا باراكزاي: «لا نستطيع أن نؤكد ذلك. سننتظر تلقي أوراق النتائج»، طالباً من فرق المرشحين «توخي الحذر في ما تعلنه والتحلي بالصبر».
وأعلن باراكزاي «انتهاء» عملية فرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية، موضحاً أن معدل المشاركة قد يصل إلى ما بين 40 إلى 50 في المئة، وأنّ من المقرر إعلان الرقم النهائي خلال أيام. وأضاف أن «نسبة المشاركة لم تكن هي نفسها في الشمال والجنوب ووسط البلاد، لكنها تُعدّ مرضية».
ولم تعلن اللجنة أيضاً نسبة المشاركة في انتخابات مجالس الولايات، لكنها أشارت إلى أن 95.5 في المئة من مكاتب التصويت تمكنت من فتح أبوابها رغم أعمال العنف.
وفي السياق، أبدى عدد من المراقبين تخوفهم من أن تكون نسبة المشاركة ضعيفة، ما قد يؤثر على صدقية هذه الانتخابات التي شابتها بالفعل اتهامات بالتزوير وبمخالفات متنوعة وعدت السلطات بالتحقيق فيها، ومن ضمنها 30 شكوى «محددة جداً» تقدم بها فريق عبد الله.
في غضون ذلك، أعلن قائد الجيش الأفغاني، الجنرال مراد علي، أن متمردي «طالبان» هاجموا عربة تحمل صناديق البطاقات الانتخابية في إقليم بلخ شمال أفغانستان وأضرموا النار فيها، وقتلوا مسؤولاً انتخابياً. كذلك أعلنت اللجنة الانتخابية أن «أعداء السلام والأمان» قتلوا 11 من موظفي اللجنة الانتخابية منذ بدء التحضيرات وحتى يوم الاقتراع، في إشارة إلى عناصر «طالبان».
بدوره، دعا المتحدث باسم بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان، أدريان إداوردز، إلى التحلي بالصبر. وقال: «ليس من نتيجة، ما لم تعلن اللجنة الانتخابية النتائج. وكل ما عدا ذلك مجرد تكهنات». كذلك دعت المفوضية الأوروبية كل المرشحين للانتخابات الرئاسية إلى «الامتناع عن الإدلاء بتصريحات مبكرة عن نتيجة محتملة» للانتخابات.
أما مجلس الأمن الدولي، فهنأ الشعب الأفغاني على المشاركة في الانتخابات، وأدان «الأنشطة العنيفة والإرهابية لطالبان والقاعدة والجماعات المتطرفة الأخرى التي تهدف إلى زعزعة استقرار البلاد».

أوباما: أُجريت انتخابات ناجحة على ما يبدو رغم جهود «طالبان» لعرقلتها

ورأى وزير الخارجية الإيطالي، فرانكو فراتيني، أن المخالفات المرتكبة خلال انتخابات أفغانستان «كانت محدودة». ونقلت وكالة أنباء «أكي» عنه قوله: «لن تكون هذه الانتخابات مثالية، لكنها بالتأكيد ستكون متمتعة بالصدقية»، في إشارة إلى نتيجة فرز الأصوات.
من جهةٍ ثانية، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن على القوات الأميركية أن «تركز على الانتهاء من المهمة» في أفغانستان في أعقاب ما وصفه بانتخابات ناجحة في هذا البلد.
وقال أوباما، الذي تُعَدّ الانتخابات بمثابة اختبار لاستراتيجيته الجديدة التي تهدف إلى حرمان حركة «طالبان» المكاسب التي حققتها: «أجريت انتخابات ناجحة على ما يبدو في أفغانستان على الرغم من جهود طالبان لعرقلتها». وأضاف: «يجب أن نركز على إنجاز المهمة في أفغانستان، لكن ذلك سيستغرق بعض الوقت».
إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أمس مقتل جنديين بريطانيين جراء انفجار وقع أثناء قيامهما بدورية راجلة بالقرب من بلدة سانغين في ولاية هلمند في جنوب أفغانستان، ليصل عدد جنودها القتلى في شهر آب فقط إلى 12.
(الأخبار، أ ب، رويترز، أ ف ب، يو بي آي)