يبدو أن علي أكبر هاشمي رفسنجاني قد استوعب مدى خطورة الانقسام الداخلي، فلجأ الى ترطيب الأجواء، من خلال إعادة تأكيد الولاء للمرشد علي خامنئي، الذي كان بدوره أكثر حرصاً على عدم إدانة رئيس مجلس الخبراء
أكد رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني، علي أكبر هاشمي رفسنجاني، أول من أمس، ضرورة الامتثال لتوجيهات المرشد الأعلى للثورة الاسلامية علي خامنئي، داعياً الى تغليب الأجواء العقلانية على أجواء التوتر في البلاد. وأفادت وكالة «مهر» للأنباء بأن مجمع تشخيص مصلحة النظام، عقد السبت جلسة برئاسة رفسنجاني، لبحث موضوعين مورد خلاف بين مجلس الشورى الإسلامي ومجلس صيانة الدستور.
ورأى رئيس مجلس الخبراء أن «الامتثال لتوجيهات المرشد الأعلى للثورة الاسلامية (علي خامنئي) وأوامره، يمثل الظروف المناسبة للجميع من أجل العمل وفقاً للدستور والقوانين الموضوعة، وبعيداً عن التوجهات الحزبية. كما أن تجاوز القانون يعد عملاً مخالفاً للقيم وينبغي محاسبة متجاوزي القانون من الجانبين» المحافظين والإصلاحيين.
ودعا رفسنجاني إلى «تغليب الأجواء العقلائية على أجواء التوتر والأحاسيس في البلاد»، معتبراً «إتاحة أجواء النقد الحر والاستدلال والرد المناسب والقانوني للنقد المنصف من متطلبات الظروف الحالية». كذلك رأى أن «الامتثال لتوجيهات المرشد الأعلى بشأن معتقلي الأحداث الأخيرة وإثبات حقوق من ضاع حقهم من الاشخاص والتصدي للمتجاوزين على القانون، هو مفتاح الحل للقضايا الأخيرة».
في غضون ذلك، قال عضو الهيئة الرئاسية للبرلمان، محمد رضا ميرتاج الديني، إن مجلس الشورى، سيعقد جلساته أيام الاحد والاثنين والثلاثاء من الأسبوع المقبل، للتصويت على منح الثقة لتشكيلة الحكومة الجديدة للرئيس محمود أحمدي نجاد.
في هذه الأثناء، نقلت قناة «برس تي. في» الايرانية عن رئيس جناح رجال الدين في البرلمان، محمد تقي رهبر، قوله إن الكثير من رجال الدين «تساورهم شكوك بشأن اختيار وزيرات (نساء) ويريدون من نجاد إعادة النظر» في ذلك. وأشار إلى «شكوك دينية في شأن حدود قدرات النساء ومهارات الإدارة لديهن».
وأضافت «برس تي. في» أن خطباء الجمعة في مشهد وأصفهان، انتقدوا أيضاً اختيار نساء وزيرات.
وفي السياق، أفادت صحيفة «سرمايه» أن رئيس لجنة الطاقة في البرلمان، حامد رضا كاتوزيان، أبدى قلقه بشأن مؤهلات مرشح نجاد لمنصب وزير النفط، وزير التجارة الحالي مسعود مير كاظمي، محذراً من «ضرر لا يمكن إصلاحه» قد يلحق بالصناعة. كذلك ذكرت صحيفة «سرمايه» أن «ديوان المحاسبة حكم بتعليق مهمات (مدير مكتب الرئيس نجاد، اسفنديار رحيم) مشائي، مدة شهرين، لأنه استمر بإعطاء أحد الموظفين صلاحيات مالية غير قانونية»، أثناء مسؤوليته عن منظمة السياحة والتراث الثقافي. لكن مشائي اعترض على هذا الحكم، وأصر على أن تعليق مهماته «لا علاقة له بأي جرم مالي».
من جهة ثانية، نقل موقع حزب «اعتماد ملّي» عن مهدية محمد، زوجة الصحافي والمحلل الإصلاحي أحمد زيد عبدي، قولها إن زوجها أصيب بالهذيان بعد احتجازه لمدة 35 يوماً في الحبس الانفرادي.
إلى ذلك، أعلن قائد العمليات البرية في الحرس الثوري الايراني، محمد باكبور، أن قواته هاجمت مواقع لمتمردين أكراد إيرانيين في شمال غرب البلاد، وقتلت 26 منهم. ونقلت وكالة «فارس» الايرانية عنه قوله إن هذه العملية شكلت «صفعة كبيرة» لحزب «بيجاك» الكردي الايراني وحركات أخرى متمردة.
(مهر، أ ف ب، يو بي آي)