تراجعت السلطات اليمنية، أمس، عن بيانها السابق الذي تحدثت فيه عن اكتشاف جثث عائدة إلى أكثر من مئة من المتمردين الحوثيين الزيديين، بينهم اثنان من قادتهم، خلال عملية تطهير جرت في منطقة حرف سفيان في محافظة عمران، شمال اليمن، فيما نفى المتمردون الحوثيون أن تكون لديهم أسلحة إيرانية الصنع. وقال متحدث باسم الحكومة اليمنية، لوكالة الأنباء اليمنية «سبأ»، «لا علم لنا بمثل هذه الأنباء». وأوضح أن «القوات المسلحة وقوّات الأمن قامتا بعملية تطهير لمدينة حرف سفيان وما جاورها، ولم تعثر على أي جثة للعناصر المتمردة في الطرق المجاورة لمنطقة حرف سفيان».وقال المصدر نفسه «إن الأولوية التي تعطيها السلطة المحلية في صعدة والقوات المسلحة في جهودها وعملياتها العسكرية والأمنية ضد العناصر التخريبية المتمردة الخارجة عن النظام والقانون هي تأمين الطرقات وإخلاؤها من تلك العناصر الإرهابية، التي تقطع الطرقات وتضع الكمائن لإعاقة وصول أي إمدادات إلى المديريات الأخرى ومخيمات النازحين». وفي السياق، كشف موقع «المصدر أونلاين» اليمني أن توجيهات صدرت بانضمام لواء العمالقة إلى المعارك ضد الحوثيّين في صعدة، وأنه وُجّهت الأوامر إليه بالتحرك إلى منطقة الملاحيظ لاستعادتها من أيدي «المتمردين» الذين سيطروا عليها نهاية الأسبوع الماضي.
من جهته، نفى زعيم المتمردين عبد الملك الحوثي معلومات عن مقتل 100 من أنصاره. وقال، في بيان له، إنه «لا صحة لما يردّد في وسائل إعلام السلطة من استهداف قيادات تابعة لنا في مديرية حرف سفيان أو أي مكان آخر». ورأى أن هذه الادعاءات تأتي «من أجل التعويض عن الفشل الميداني الذي تكبّدته السلطة مرات عدة وهي تحاول الزحف على المنطقة».
كما نفى عثور الجيش على مخازن لأسلحة إيرانية الصنع وتفجيرها، مؤكداً أن ما يملكه من عتاد عسكري ويواجه به السلطة هو ما «نحصل عليه عند استيلائنا على مواقع عسكرية»، وذلك في رد على ادعاءات وزارة الدفاع اليمنية، التي أعلنت قبل أربعة أيام تفجير الجيش لستة مخازن أسلحة إيرانية الصنع في منطقة حرف سفيان.
وأكد الحوثي، في بيانه له، أن الحديث عن تفجير مخازن أسلحة إيرانية مجرد «كلام يدعو إلى السخرية»، متحدياً السلطات إبراز أي دليل يظهر صحة ادعاءاتها. ورأى أن السلطة «كعادتها مرة تقول بالعثور على أسلحة إسرائيلية ومرة إيرانية ولا نستبعد بعد أيام أن تقول العثور على مخازن أسلحة ليبية، ومفاعل نووي إيراني، كما لا نستبعد أيضاً أن نتهم بالعثور على مخازن تابعة لأي دولة قد يحصل معها خلاف مع تلك الدول التي يتطلب التقرب منها».
في غضون ذلك، أعلنت إيران أمس أنها «تحترم» وحدة الأراضي اليمنية، ودعت إلى إرساء السلام في البلد، الذي يشهد قتالاً عنيفاً بين الحوثيين والقوات الحكومية، في ردٍّ غير مباشر على الاتهام الضمني الذي وجهه وزير الإعلام اليمني حسن أحمد اللوزي لطهران الأسبوع المنصرم بدعم المتمردين الزيديين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسن قشقاوي، في مؤتمر صحافي، «نحن نحترم وحدة أراضي (اليمن) ونعتقد أنه يجب إرساء السلام والهدوء في هذا البلد». ورأى أن «مسألة صعدة هي مسألة داخلية، ونأمل أن يعود السلام هناك من خلال حل سلمي لأن سفك الدماء لا يمكن أن يكون حلاً». وشدد على أن «ما تردّده الدعاية ووسائل الإعلام ليس صحيحاً».
(أ ف ب، يو بي آي)


قتيل و3 جرحى في الجنوب

في المقلب الآخر من الحدود اليمنية، قتل متظاهر وأصيب ثلاثة آخرون بجروح عندما فرقت الشرطة بالقوة تظاهرة ليل أول من أمس في مدينة عدن في جنوب البلاد، التي تطالب أطراف فيها بالانفصال، احتجاجاً على انقطاع مياه الشرب. وبحسب هذه المصادر، فان الشرطة أطلقت النار لتفريق المتظاهرين ما أدى إلى مقتل أحدهم وإصابة ثلاثة آخرين بجروح.
وكانت تظاهرات مشابهة قد اندلعت في مدينة المعلا ودارسعد والشيخ عثمان أشعل خلالها المتظاهرون إطارات السيارات، وأغلقوا الطرق في الشوارع. ويأتي تصاعد وتيرة احتجاجات ما بات يعرف بـ «ثورة المياه» في عدن بعد عدم تطبيق الوعود التي أطلقها المدير العام للمؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي في المحافظة، من أن المياه ستصل إلى الجميع في غضون ساعات. وأجبرت الاحتجاجات المتصاعدة السلطات اليمنية على إرسال تعزيزات عسكرية إلى المناطق التي تشهد تظاهرات في محاولة منها لاحتواء الموقف.
(يو بي آي، الأخبار)