يبدو أن الولايات المتحدة ضالعة في عملية ابتزاز لوكالة «الأونروا» عبر التلويح بمقاطعة وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، لحفلها السنوي في غياب إسرائيل
نيويورك ــ نزار عبود
تتعرّض وكالة غوث وتشغيل الفلسطينيين (الأونروا) لعمليّة «ليّ أذرع» أميركية شديدة بسبب عدم منح إسرائيل حق المشاركة في احتفالها السنوي هذا العام، الذي سيكون على مستوى وزاري.
فالولايات المتحدة تلوّح بخفض تمثيلها عندما تلقى الكلمات في الاجتماع، من مستوى وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون الموضوعة على جدول المتحدثين، إلى مستوى المندوبة الدائمة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس، أو نائبها أليخاندرو وولف. كما يلوح في الأفق تهديد بأن تجيّش إسرائيل آلتها الإعلامية الدولية للنيل من سمعة مديري هذه الوكالة الدولية التي تواصل رعاية شؤون المهجرّين الفلسطينيين منذ أيار 1950، بعدما قلّمت أجنحتها كثيراً.
وفي معلومات «الأخبار» أن الوفد الأميركي اتصل بمكتب «الأونروا» في نيويورك طالباً إدراج إسرائيليين في قائمة كبار المتحدثين. لكن مدير مكتب المنظمة، أندرو ويتلي، اعتذر عن عدم تغيير القائمة لأنها أنجزت في اجتماع اللجنة الاستشارية المعنية.
غير أن الطرف الأميركي أبدى امتعاضاً شديداً، وهدد بتقليص مستوى تمثيل الولايات المتحدة إذا لم تُضَف إسرائيل. ولم تتوقف المساعي الأميركي المستميتة عند حدّ الضغط على إدارة «الأونروا» في نيويورك، بل امتدّت إلى السنغال، باعتبارها عضواً في لجنة توجيه المنظمة، التي ستعقد اجتماعاً في 3 أيلول المقبل. وطُلب منها وقف معارضة مشاركة إسرائيل في الاجتماع. ومن المتوقع أن تطلب الولايات المتحدة إدارج المسألة على جدول العمل. ولمّح الوفد الأميركي إلى أن وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان لن يكون المتحدث في حال الموافقة. يشار إلى أن لجنة الإشراف تضم في عضويتها إلى جانب البلدان المتبرعة الكبرى، الولايات المتحدة واليابان والنروج والسويد، دولاً مثل مصر والسعودية وإندونيسيا والسنغال. ولن يكون مستغرباً إذا ما لجأت واشنطن إلى ممارسة الضغوط المالية على وكالة تعاني في الأساس تدنياً في إيراداتها، كما يُخشى أن يتضاعف الضغط على إندونيسيا بعد السنغال، فيما سيكون موقف مصر والسعودية محرجاً نظراً للضغوط الشديدة التي تمارَس عليهما لتسريع عملية التطبيع لقاء وعد جديد بـ«سلام شامل».