أعرب وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط، آيفن لويس، عن تفاؤله أمس بأن يتخذ الرئيس السوري بشار الأسد «الخيارات الصحيحة حيال عملية السلام في الشرق الأوسط وقضايا المنطقة وتحسين علاقات بلاده مع المجتمع الدولي»، مشيداً، مرة جديدة، بالتقدم الحاصل على صعيد علاقات دمشق ببيروت وبغداد. وقال لويس، لصحافيين في لندن، إن سوريا «أمام تقاطع طرق بالنسبة إلى الخيارات التي يتعين عليها اتخاذها، وسيقوم الرئيس (الأسد) وحكومته بإقرار هذه الخيارات استناداً إلى مصالح البلاد وشعبها». وأعرب عن اعتقاده بأن «المناخ تغيّر أمام سوريا لعدة أسباب، من بينها علاقاتها الجديدة مع لبنان، التي ستكون على الدوام مسألة قوية وبالغة الأهمية، لأن ما لا نريد أن يحدث هو التدخل في الشؤون الداخلية للبنان، لكن هذا لا يعني بالضرورة إنكار العلاقة الخاصة التي ستظل قائمة على الدوام بين سوريا ولبنان».ولاحظ الوزير البريطاني «تغيراً بارزاً في تعامل سوريا مع العراق، لكنها تحتاج إلى بذل المزيد لمنع تسلل المقاتلين الأجانب عبر أراضيها إلى العراق والتوقف عن دعم الجماعات الإرهابية»، متفائلاً بوجود إدارة أميركية جديدة «لا تعمل على عزل سوريا، كذلك فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبدى استعداداً قوياً لأن يبحث معها مسألة مرتفعات الجولان المتنازع عليها وتطبيع العلاقات».

سيرى الأسد مصلحة بلاده في استعادة الجولان من خلال سلام ساخن، لا فاتر مع إسرائيل

ورأى الوزير البريطاني أنّ من مصلحة سوريا «الانضمام إلى الاتجاه السائد حالياً في العالم العربي والمجتمع الدولي، لكونها تتمتع بإمكانات هائلة»، مشيراً إلى أنه «سيكون من الخطأ اعتبار استعادة الجولان في مقابل التطبيع مع إسرائيل مساراً منفصلاً عن عملية السلام في المنطقة».
وبشأن قضيّة حقوق الإنسان، لفت الوزير البريطاني إلى أنّ «الطريق لا يزال طويلاً أمام سوريا، ولم تحقّق التقدّم المنشود في هذا المجال، لكننا سنستمر بوصفنا دولة تقيم الآن علاقات إيجابية مع دمشق، في حثّ الحكومة السورية على تحسين سجلها في مجال احترام حقوق الإنسان، والسماح لشعبها بالحصول على حريته الكاملة، لأن ذلك يمثّل في النهاية رمز النظام المستقر والواثق والحديث». ورأى أنه «سيكون من السذاجة فصل قضية تحسين حقوق الإنسان عن الخيارات التي ستتخذها دمشق إذا ما قررت الانضمام إلى التيار السائد في المجتمع الدولي».
وعن زيارته الأخيرة لعاصمة الأمويين، كشف لويس أنه خرج بتفاؤل بأن الأسد «سيرى أن مصلحة بلاده هي في السلام وتحسين علاقاتها مع المجتمع الدولي من خلال إقامة سلام ساخن وحقيقي، لا فاتر مع إسرائيل».
(يو بي آي)