من غير الواضح حتى الآن سبب عدم زيادة إيران عدد وحدات الطرد المركزي. لعله يعود إلى الاضطرابات التي أعقبت الانتخابات، وإلى حدوث بعض التغييرات

أعلن دبلوماسيون في فيينا، أمس، أن إيران خفضت من مستوى تخصيب اليورانيوم أخيراً، مشيرين إلى أن التقرير المرتقب للوكالة الدولية للطاقة الذرية يفيد بأن طهران لم تزد أعداد أجهزة الطرد المركزي منذ أيار الماضي. وجاءت هذه التصريحات قبل التقرير المقرر أن يقدّمه المدير العام للوكالة، محمد البرادعي، الى مجلس حكامها حول ايران بعد غد الجمعة، الى جانب تقرير آخر حول البرنامج النووي السوري، حسبما ذكر مصدر مطلع لوكالة «إرنا» الإيرانية للأنباء.
ونقلت وكالة «أسوشيتد برس» عن دبلوماسي في فيينا قوله إن وكالة الطاقة أفادت في أحدث تقرير لها عن إيران، أن عدداً يقل بقليل عن 5000 جهاز للطرد المركزي يعمل في تخصيب اليورانيوم في محطة «ناتنز» وذلك منذ 31 أيار، مضيفاً إنه «منذ أيار لم تتم زيادة عدد وحدات الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم».
ورأى بعض الدبلوماسيين والمحللين أن البطء في عمليات التخصيب كان على الأرجح تقنياً أكثر منه سياسي. ولاحظ هؤلاء أن المسؤولين الايرانيين جددوا تحدّيهم برفض وقف البرنامج النووي رغم التهديد بعقوبات صارمة.
وقال دبلوماسي رفيع المستوى إن عدد أجهزة الطرد المركزي (التي تعمل بسرعة عالية)، تضاءل لأن بعضها يخضع للتصليح والصيانة. وأضاف أن العدد الذي تم تجهيزه أخيراً، وهو 2100 جهاز، لم يدخل العمل بعد منذ أيار، مشيراً الى أن هذا العدد ممكن أن يدخل خط الإنتاج خلال أسابيع قليلة اذا كانت هناك رغبة لدى الإيرانيين.
لكن دبلوماسيين ومحللين أوضحوا لوكالة «رويترز» أن إيران من غير المرجح أن تقرر عمداً كبح انتاجها. وسجلوا أنه بالرغم من الركود على مستوى الانتاج، تابعت إيران خلال الأشهر الثلاثة الماضية، توسيع قدراتها بتجهيز مئات من وحدات الطرد المركزي، التي تنتج غاز يورانيوم «سادس فلوريد» المستمد من اليورانيوم أوكسيد الى يورانيوم مخصب.
وأكد دبلوماسي أن احتمال ان تقوم ايران بمعالجة «يورانيوم أوكسايد» هو واحد من عدة تفسيرات محتملة، حول تقليصها انتاج اليورانيوم المخصب منذ أيار.
وتعتقد وكالة الطاقة وخبراء مستقلون بأن ايران قامت بسرعة بتوسيع برنامج لتخصيب اليورانيوم، معتمدة على 600 طن مما يسمى الكعكة الصفراء (تحوي يورانيوم أكثر نقاء وتركيزاً، قبل التخصيب)، أو «يورانيوم أوكسايد»، والتي تم استيرادها من جنوب افريقيا في عام 1970، في اطار طموح شاه ايران آنذاك ببناء مفاعلات نووية.
وخلال عملية تخصيب اليورانيوم تتم معالجة «يورانيوم أوكسايد» ليصبح «يورانيوم سادس الفلوريد»، والذي يمكن تخصيبه وفق درجة خفيفة لإنتاج الوقود النووي أو بدرجة عالية لإنتاج أسلحة ذرية.
وفي السياق، قال الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، مارك فيتزباتريك، «ربما تبطئ إيران في عمليات التخصيب معتقدة بأن مخزون الوقود النووي خطير ويقترب من خرق الخط الأحمر الإسرائيلي».
ويتوقع ان يتضمن التقرير مطالبة ايران بتعاون جديد مع المطالب الدولية بخصوص الشفافية في برنامجها النووي.
وسيبدأ الاجتماع الدوري المقبل لمجلس الحكام في 7 أيلول المقبل في مقر الأمم المتحدة في فيينا.
(أ ب، إرنا، رويترز)