خاص بالموقعبول الأشقر
بعد شهرين من الانقلاب الذي سحب الرئيس مانويل زيلايا فجراً من بيته إلى خارج بلده هندوراس، وبعد أسبوعين من رفض حكومة الأمر الواقع في عاصمة هندوراس، تيغوسيكالبا، استقبال وفد منظمة الدول الأميركية، وصل إلى هندوراس وفد «زيارة الفرصة الأخيرة» لأخذ الموافقة على اتفاق سان خوسي (خطة أرياس)، الذي ينص على عودة زيلايا إلى الرئاسة مع تأليف حكومة وحدة وطنية وإقرار عفو سياسي وتقريب موعد الانتخابات شهراً.

سبق أن أعلن زيلايا استعداده لتوقيع الاتفاق، فيما جدّد ممثّلوه الذين تقدّمتهم زوجته شيمونا، أول من أمس، الالتزام به «على الرغم من أن الاتفاق يعيده مكبّلاً». المشكلة تكمن في رفض الأمر الواقع الذي لا يعترف بوقوع انقلاب بل بـ«نقل سلطة دستوري».

ويلتقي وفد منظمة الدول الأميركية بسلطات الأمر الواقع ومختلف النخب الاقتصادية والدينية، التي بررت الانقلاب وخططت له ونفذته، ثم شرعنته وتقاسمت الأدوار للدفاع عنه.

وعشية وصول الوفد الدولي، أعلن مجلس القضاء الأعلى رفضه لاتفاق سان خوسي. فالنقطة الوحيدة «غير القابلة للتفاوض» هي عودة زيلايا.

وكان أنصار زيلايا قد تظاهروا أول من أمس، فيما كان دور أنصار ميتشيليتي للتظاهر يوم أمس.

أما المجتمع الدولي ومنظمة الدول الأميركية، فيريدان عودة لزيلايا ولو شكلية، ويهددان بعدم الاعتراف بالانتخابات إذا لم يعد زيلايا.

في غضون ذلك، تنتظر هندوراس يوم الجمعة المقبل، بداية الحملة الانتخابية، كذلك نهاية مهلة الولايات المتحدة للأمر الواقع للقبول أو رفض الاتفاق.

وفي الأسابيع الأخيرة، راجت روايات عن تواطؤ أميركي مع العملية التي خطفت زيلايا. فالولايات المتحدة وضعت هذه المرة طائرة عسكرية بتصرّف الوفد الدولي وسيارات السفارة لنقله إلى الفندق.

يبقى أن رفض التوقيع المحتمل من قبل «الأمر الواقع» سيؤجّل الحملة الانتخابية، التي لا يشارك فيها أصلاً زيلايا، لمدة شهر، لكنه سيفتح أيضاً مرحلة جديدة من الضغوط على هندوراس.

لقد كسب زيلايا، خلال الأسبوعين الأخيرين، اعتراف المكسيك والبيرو، فيما طردت الأرجنتين وإسبانيا السفير الهندوري الموالي للأمر الواقع.

ويوم الجمعة أيضاً، موعد قمة «الأوناسور»، التي حتى لو اختلفت بشأن كولومبيا، فستشدّ الصفوف حول «سابقة العودة إلى إقالة الرؤساء». إلا أن كلمة الفصل هي عند أوباما: هندوراس بلد غير موجود على الخريطة تقريباً، لكنّ صدقية أوباما في المنطقة صارت متعلقة به.