مرت الذكرى الأولى لاعتراف موسكو باستقلال كل من أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا بهدوء، إذ استغلت روسيا المناسبة لتجديد دعمها لهاتين الجمهوريتين، وسط احتفالات متواضعة وخفض روسي لعديد فرقه المنتشرة فيهما لحمايتهما من دولتهما الأم، جورجيا. وشدد الرئيس ديمتري مدفيديف من العاصمة المنغولية أولان باتور التي زارها، على أنّ بلاده لن تتراجع أبداً عن قرارها الاعتراف بأبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، مطمئناً إلى أنه ليس نادماً أبداً على قراره الذي اتخذه في مثل يوم أمس من العام الماضي.وبينما كان مدفيديف في منغوليا، كان رئيس حكومته فلاديمير بوتين يستقبل رئيس أوسيتيا الجنوبية إدوارد كوكويتي في موسكو، مجدداً التأكيد أن روسيا «لن تسمح بمحاولات الانتقام، وتكرار المغامرات العسكرية في القوقاز». ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» عنه قوله إن «روسيا عازمة على مواصلة تقديم دعم سياسي واقتصادي شامل لأوسيتيا الجنوبية وأبخازيا على حد سواء».
وفيما أشار إلى أن «روسيا لم ولن تطلب من أحد الاعتراف باستقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية»، معتبراً أن قلة عدد الدول التي اعترفت باستقلال هاتين الجمهوريتين إلى الآن «لن تؤثر على الوضع العام فيهما سلباً»، كشف بوتين أنّه فوجئ باعتراف نيكاراغوا بهاتين الدولتين.
لكن، إذا كان بوتين غير مهتم بالاعتراف الدولي بأبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، فإن وزارة خارجية بلاده بدت مهتمة جدياً بالموضوع، عندما دعت، في بيان، المجتمع الدولي إلى الاعتراف باستقلالهما على اعتبار أنّ هذا الاعتراف «هو السبيل الوحيد لضمان الأمن والسلام في المنطقة».
في هذا الوقت، رأى الزعيم الأبخازي سيرغي باغابش أن اعتراف روسيا قبل عام باستقلال بلاده، «بدّل موازين القوى الجيوسياسية في أوروبا».
على الصعيد الشعبي، أُقيمت احتفالات متواضعة في أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا بمناسبة الذكرى الأولى لإعلان استقلالهما، علماً بأنّ تاريخ 26 من آب بات يوم عطلة رسمية فيهما. وأوضح مصدر حكومي أبخازي في العاصمة سوخومي أن الاحتفالات «تجري بشكل متواضع ولن تقام احتفالات جماهيرية». واكتفى باغابش بوضع إكليل من الزهر على ضريح يحوي جثامين 113 جندياً روسياً من قوات السلام قتلوا منذ بدء النزاع مع تبليسي قبل 15 عاماً. في المقابل، جرت احتفالات في أوسيتيا الجنوبية تخللها تدشين أنبوب غاز ينقل الغاز الروسي مباشرة إلى أراضيها.
وارتأت موسكو إحياء الذكرى على طريقتها، بإعلان رئيس أركان الجيش الجنرال نيكولاي ماكاروف خفض عدد جنوده في هاتين المنطقتين إلى 1700 جندي، بعدما كان هذا العدد 4800 بعد حرب آب 2008.
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)