واشنطن ــ محمد سعيدبدا أمس، أن الولايات المتحدة بدأت في تعديل موقفها من التجميد الكامل للاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية، مع بروز الموافقة على استثناءات، ولا سيما مع إشارة المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيليب كراولي، إلى إمكان استئناف المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل من دون التجميد الكامل للبناء في المستوطنات الإسرائيلية، وهو الشرط الذي دأب كبار المسؤولين في حكومة الرئيس الأميركي باراك أوباما على ترديده في تصريحاتهم العلنية.
وقال كراولي، في إيجازه الصحافي: «إن موقف الولايات المتحدة من المستوطنات قلناه مراراً ولم نغيّره. وهو الموقف في المحادثات التي نجريها الآن مع أصدقائنا في إسرائيل وأصدقائنا في السلطة الفلسطينية، لكن محادثاتنا تستند إلى ضرورة توفير الظروف للوصول إلى المفاوضات، والقرار سيكون جماعياً بالاستناد إلى ما تقدمه إسرائيل وما يقدمه الفلسطينيون وما تقدمه الدول الأخرى في المنطقة، وعمّا إذا كان ما هو مطروح كافياً للوصول إلى حيث يجب أن نصل، أي العودة إلى المفاوضات حيث يمكن جميع القضايا من الحدود إلى اللاجئين وغيرها أن تُحَلَّ بنجاح».
وتتبنى حكومة أوباما موقفاً معلناً يطالب إسرائيل بتجميد كلّ الأنشطة الاستيطانية، بما في ذلك ما تصفه إسرائيل بـ«النمو الطبيعي».
وقال مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأميركية، طلب عدم الإفصاح عن هويته، إن ذلك لا يزال هو موقف واشنطن، لكنه لمّح إلى أن الولايات المتحدة لن تقف في الطريق إذا تمكن الجانبان من الاتفاق على أقل من ذلك. وتساءل: «هل سنجادل إذا قال الطرفان في مرحلة ما ليس هذا كل ما نصبو إليه، لكنه كافٍ». وأضاف: «ذلك من شأنه أن يجعلنا عقبة أمام استئناف المفاوضات».
وأكد كراولي مجدداً عزم حكومة أوباما على مواصلة جهود تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وإعادتهم إلى طاولة المفاوضات، حاثّاً جميع الأطراف المعنيين بعملية السلام على التزام خريطة الطريق. وأوضح أن المبعوث الأميركى الخاص لتسوية الصراع العربي الإسرائيلي جورج ميتشل سيستقبل وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى الأسبوع المقبل لاستكمال المحادثات التي بدأها مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يوم الأربعاء في لندن.
وشدد كراولي على أن الولايات المتحدة «لا يمكن أن تفرض أموراً على إسرائيل أو على السلطة الفلسطينية أو على أي طرف آخر»، مشيراً إلى أن «العودة إلى المفاوضات والتوصل إلى نتائج ناجحة يعتمدان على إرادة الطرفين». وأكد أن ما تطلبه الولايات المتحدة من الأطراف المعنيين هو التزام خريطة الطريق وتنفيذ التزاماتهم الواردة فيها.
وفي السياق، حذرت الرئيسة الإيرلندية السابقة، المفوضة العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ماري روبنسون، من أنه إن لم توقف إسرائيل عملية بناء المستوطنات فإن حل الدولتين لن يكون ممكناً. ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية عن روبنسون قولها «إن لحل الدولة الواحدة تداعيات ضخمة، ولقيام حلّ الدولتين يجب وقف الاستيطان».
ولم توجّه روبنسون انتقادها فقط لإسرائيل، بل قالت: «على صعيد الفلسطينيين يجب أن يُظهروا مسؤولية أكبر ويكونوا يداً واحدة، وبالتالي على حركتي فتح وحماس أن تكونا أكثر إلحاحاً وعزماً في مناقشاتهما في مصر». وأضافت: «ليس هنالك وقت للتأخر في تلك المناقشات، فالمجتمع المدني الفلسطيني بدأ يفقد صبره من قيادته ويريد قيادة ذات عزم قوي».
بدوره، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الفلسطينيين إلى إظهار الوحدة خلال مفاوضات السلام المرتقبة. وشدد، خلال احتفال في مقر الأمم المتحدة في فيينا، على التزام أطراف عملية التسوية بتعهداتهم في ما يتعلق بخطّة «خريطة الطريق».