خاص بالموقعبول الأشقر
في منتجع بريلوش الأرجنتيني الخلاب المغطى بالثلوج، بدأ رؤساء أوناسور قمتهم الطارئة. كلهم وصلوا مرتدين معاطفهم ودخلوا فندق لاو ـــــ لاو، أحد المعالم السياحية التقليدية في بلدة التزلج. بعد كلمة ترحيب للمضيفة، الرئيسة الأرجنتينية كريستينا كرشنير وكلمة مقتضبة للرئيس الإكوادوري رافائيل كوريا، الرئيس المؤقت لأوناسور، أعطي الكلام للرئيس الكولومبي ألفارو أوريبي الذي عرض مشكلة المخدرات والإرهاب التي تعاني منها بلاده منذ أكثر من نصف قرن، وعدّد كل اتفاقات التعاون التي تربط الولايات المتحدة بكولومبيا منذ عقود، وأيضاً تلك التي تربط بلده بجيرانه الأميركيين الجنوبيين لـ«تطبيع» موضوع القواعد. ثم تحدث عن مادة في الاتفاق مع الولايات المتحدة تؤكد أن «القواعد كولومبية السيادة»، من دون أن ينسى الاعتراض على القلق الذي يثيره تعاون بعض الدول مع «الفارك»، إن بدعمهم سياسياً أو بتوفير قواعد أو بتهريب السلاح لهم.

وعلق كوريا بأن المجتمعين حتى اللحظة لم يطّلعوا على هذا الاتفاق «فكيف تحدثنا عن هذه المادة؟». ثم تكلم رئيس الأوروغواي تباري فاسكيز عن ضرورة العمل لـ«جعل القارة واحة سلام ووضع حدّ لأي قاعدة أجنبية في أميركا الجنوبية».

بدوره، لخص الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز وثيقة حديثة من القيادة الجنوبية للبنتاغون تحمل اسم «الكتاب الأبيض حول مقاربة جديدة لحرية التحرك الجوي»، وهي قائمة حول توفير تسهيلات لوجستية تغيّر مفهوم المحطات التقليدية. وفي الوثيقة، تذكر بالانكرو، إحدى القواعد الكولومبية المشمولة بالاتفاق، بـ«الاستراتيجية... وليس فقط لمحاربة المخدرات، بل أيضاً لتأمين الحركية المطلوبة... لأنها وحدها تسمح لنا بتأمين رقابة أكثر من نصف القارة الأميركية الجنوبية دون الحاجة إلى الوقود».

وهدف تشافيز ـــــ الذي استشهد بدور القواعد العسكرية الأميركية في الانقلاب الذي كاد أن يطيحه وأيضاً في الانقلاب الأخير في هندوراس ـــــ وضع مسألة القواعد في إطار خطط الإمبريالية الأميركية الشاملة. واقترح أن تدرس الوثيقة الأميركية في إطار مجلس الدفاع في «أوناسور» وأن يعقد اجتماع مع الرئيس الأميركي باراك أوباما.

وبالرغم من التوتر الذي يسمم العلاقات منذ أسابيع، بقيت الخطابات محتشمة في لهجتها بالرغم من الفوارق العميقة بين الرؤساء. وإذ قال الرئيس البوليفي، إيفو موراليس، إنه كان «ضحية» ما يسمى الحرب على المخدرات ومن ثم بعد 2001، «صنفت إرهابياً». وطالب بوثيقة تندد بجميع القواعد الأجنبية لأن «الولايات المتحدة لا تريد وحدتنا».

وطالب رئيس البيرو ألان غارسيا بأن «تصبح قرارات أوناسور ملزمة، وأن يعطى مجلس الدفاع صلاحيات للتدقيق بالقواعد وأيضاً بعقود التسلح وبالأحلاف العسكرية».

وتكلمت رئيسة الأرجنتين عن ضرورة «التمييز بين ما يمتّ بالحرب على المخدرات والإرهاب الذي لا يتطلب كل هذه البنى والتي جميعنا ملتزمون بها، وما ينتمي إلى الحرب التقليدية التي لا نريدها في منطقتنا».

وتلتها رئيسة التشيلي، ميشيل باشليه، التي عبرت عن «ارتياحها للهجة البناءة للحوار». ورأت أن الحل «في إطار السلم والوحدة هو في تطوير العمل المشترك في الحرب على المخدرات وفي مجال الدفاع حيث المطلوب أن نضع كتاباً أبيض عما نسمّيه الأخطار التي تهدد أمننا، وإعطاء ضمانات محددة لكل القلقين».

وتلاها رئيس الباراغواي، فرناندو لوغو، الذي ذكر بأن همه «منذ اجتماع كيتو ألا يشعر أوريبي بأنه متهم»، وإن مرور قرنين على الاستقلالات يجب أن «يحثنا على إعادة تأسيس سياداتنا».

وأتى دور الرئيس البرازيلي، لويس ايغناسيو لولا دا سيلفا، الذي قال «إن دولنا كانت مبرمجة ليختلف بعضها مع بعض وتلجأ إلى حلفائها في الشمال، الولايات المتحدة أو دولة أوروبية... وما قمنا به حتى الآن في أوناسور لم يكن سهلاً ولا بسيطاً...». أضاف «إنه كان يفضّل ألا يوجد الإعلام لكي نذهب أبعد بكثير». وطالب بـ«ضمانات قانونية تؤكد ما هو ممنوع لئلا يتحول غير الممنوع إلى مسموح». وطالب بأن تحدد «أوناسور» مواقف مشتركة من الأمازون ومن الحرب على المخدرات ومن غيرها من المواضيع التي علينا أن نواجهها، وجدد دعوته للقاء مع أوباما لطرح «إشكالية» علاقة الولايات المتحدة مع أميركا الجنوبية.

وفنّد كوريا، الذي كان قد سلّم كريستينا رئاسة الجلسة، ادعاءات أوريبي شارحاً أن الوضع الميداني على الحدود بين البلدين يثبت أن الإكوادور «ضحية» وكولومبيا «مسؤولة»، وقال «إن الإكوادور ليس لها مخدرات وليس لها قواعد». وقال إن «رقابة الطائرات الأميركية مستحيلة، ونعلم عما نتكلم...». وأكد أن «القواعد تهدد استقرار المنطقة».