لم تندّد بالقواعد الأميركية وتنوي مراقبتها بول الأشقرنجحت بصعوبة قمة أوناسور الطارئة في باريلوش الأرجنتينية في منع انفجار اتحاد دول أميركا الجنوبية، وبدأت تتلمس طريقاً لتخطي المأزق بشأن الوجود العسكري في كولومبيا. في المقابل، بدلاً من الساعات الثلاث التي كانت مبرمجة ليليها غداء مصالحة، فرض البثّ المباشر الذي أصرّ عليه الرئيس الكولومبي ألفارو أوريبي استمرار القمة الطارئة سبع ساعات متتالية من دون غداء ولا مصالحة.
وأثّر البثّ المباشر، الذي «يجعل كل رئيس يتوجه لناخبيه بدلاً من زملائه»، كما قال البرازيلي لولا دا سيلفا، على المجريات وجعل أوريبي وخصومه «البوليفاريين» يلجأون لعرض وجهة نظرهم إلى تقنيات المحاضرين. وبدلاً من مواجهة أقسى ومغلقة تغسل القلوب وتجيز التقدم، حافظت الحوارات الرسمية المتلفزة على حدٍّ أدنى من اللياقة، فبقي التوتر «سيد الصورة» وتأجل الخوض بالمضمون. وانحصر إنجاز القمة في تجيير الأزمة إلى داخل مؤسساتها الإقليمية الحديثة النشأة، مثل مجلس الدفاع، أو قيد الإنشاء، مثل مجلس مكافحة المخدرات.
على صعيد النتائج المتلفزة، نجح الرئيس الكولومبي في أن يكون محطّ الأنظار بسبب مقاطعته قمة كيتو السابقة، ونجح كذلك في تحاشي صدور تنديد بالاتفاق الذي يعقده مع الولايات المتحدة، والذي لم يوزعه بعد على الحاضرين. ولم يمحُ «الخطاب» الكولومبي، ولو أعجب مستمعيه، كم أن كولومبيا تبقى معزولة. وعلّق رئيس الإكوادور رافائيل كوريا بالقول: «هي المسؤولة عمّا يحدث عندها وعندنا، ولا تكفّ عن اتهام الآخرين».
وبيّنت قمة باريلوش كم أن مسألة وجود قوات أميركية ليست مسألة ثنائية بل إقليمية، كما تدل أحداث هندوراس التي أكملت الشهرين، وأنها تتطلب معالجة شاملة مع الرئيس الأميركي باراك أوباما. كذلك كشفت القمة أن شرط تلك المعالجة المسبق هو مأسسة «أوناسور» لكي تعالج بنفسها مسألة أمنها الإقليمي أو مسألة المخدرات، أي تعبيد الطريق وملء الفراغات التي تسمح اليوم لأوريبي بالقول إن «الوجود العسكري الأميركي مفيد ومجدٍ بعكس خطاباتكم».
ويرى بعض المراقبين أن هذه المقاربة هي التي سمحت للولا وللرئيسة الأرجنتينية كريستينا كرشنر بإقناع هوغو تشافيز بعدم تفجير خلافه مع أوريبي. وكان الزعيم الفنزويلي معتدلاً، مكتفياً بإثبات أن ما هو على المحك «خطط الإمبريالية». ويشار إلى أن الوثيقة التي أقرتها القمة حددت «أن وجود قوات عسكرية أجنبية لا يستطيع أن يهدد سيادة أي بلد أميركي جنوبي» وحولت إلى مجلس الدفاع مسألة وضع فلسفة دفاعية ومراقبة القواعد والتدقيق بمهماتها.