«بشّر» الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مواطنيه بأن حربه على حزب العمال الكردستاني (وسائر قوى المعارضة التي تعدها السلطة «إرهابية») «ستستمر حتى بعد الانتخابات» المقبلة، وفيما واصل أردوغان تحريضه على حزب الشعوب الديمقراطي (اليساري، وذي الغالبية الكردية)، كانت قوات الأمن التركية تشتبك مع عناصر خلية تابعة لتنظيم «الدولة الإسلامية» في ديار بكر، ما أدى إلى مقتل 7 من أفراد الخلية وعنصرَي أمن.
«لا يتوقعنّ أحد منا التهاون أو التوقف عن محاربة الإرهاب؛ العمليات العسكرية ستستمر حتى بعد الانتخابات»، قال أردوغان أمس، مواصلاً حملته على القوى الكردية خاصة، بشقيها المدني والعسكري. وأكد رئيس الدولة، والزعيم الفعلي لحزب «العدالة والتنمية» الإسلامي الحاكم، أن «العمليات ستستمر ضد كل المنظمات الإرهابية بعد الأول من تشرين الثاني (موعد الانتخابات التشريعية المبكرة»، مشيراً كذلك إلى القوى اليسارية الراديكالية، وإلى تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، الذي تُتهم الحكومة بدعمه لوجستياً واستخبارياً. وكان أردوغان قد اتهم أمنيين من حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي، فضلاً عن ضباط من الإستخبارات السورية وأمنيين من «داعش»، بأنهم «خططوا جميعاً» لعملية التفجير الانتحاري المزدوج الذي وقع الشهر الجاري في أنقرة، وخلّف أكثر من 100 قتيل من المتظاهرين المناهضين للحكومة.

أردوغان: لا سلام
ما لم «ينسحب (الكردستاني) من تركيا«

وانتقد أردوغان أمس حزب الشعوب الديمقراطي (اليساري، وذي الغالبية الكردية)، دون أن يسميه، مجدداً اتهامه بأنه الواجهة المدنية لـ«الكردستاني»، وقائلاً إن «الذين يحملون أعلاماً غير علمنا يحصلون على الأصوات في بلدنا؛ ألا ينبغي أن نرد عليهم في الانتخابات؟ أنظروا إلى توابيتهم الملفوفة بخرقة». ودعا أردوغان الأكراد للامتناع عن دعم حزب الشعوب الديموقراطي في الانتخابات التشريعية الأحد المقبل، متهماً الحزب «بالتواطؤ» مع «الكردستاني»، الذي تجددت الاشتباكات بين مقاتليه وقوات الأمن التركية في تموز الماضي، على خلفية تجدد حملات القمع من قبل السلطة، واتهامها بالوقوف وراء الهجوم الانتحاري الذي استهدف تجمعاً كردياً ــ يسارياً معارضاً في مدينة سوروتش، في الشهر نفسه (تموز). وقُتل أكثر من 150 شرطيا أو جندياً في هذه العمليات، فيما عمد الجيش التركي إلى قصف المناطق الكردية في تركيا، وأيضاً في شمال العراق. وتوعّد أردوغان بمواصلة القصف بعد الاقتراع، «طالما لم تدفن المنظمة الارهابية السلاح وتنسحب من تركيا»؛ علماً أن القصف قد طاول قرى كردية، فضلاً عن مواقع لـ«الكردستاني»، وأوقع ضحايا بين المدنيين.
وبحسب المتحدث باسم الحكومة التركية، نعمان كورتولموش، قُتل شرطيان تركيان وسبعة ممن يُشتبه بأنهم عناصر من «داعش» خلال تبادل لإطلاق النار، حين داهمت قوى الأمن أكثر من 12 منزلا في مدينة دياربكر، جنوب شرق تركيا، في وقت مبكر من صباح أمس؛ ولفتت مصادر أمنية تركية إلى أن «المعركة» هي الأولى من نوعها. وبحسب كورتولموش، أصيب 5 من أفراد قوات الأمن، فيما اعتُقل 12 من المشتبه بهم. وقال المتحدث إنه «جرى تحييد خلية خطيرة للدولة الاسلامية... ما زال العمل جاريا لتحديد هوية (المشتبه بهم)، والكشف عن صلاتهم في مدن أخرى».
(الأخبار، رويترز، أ ف ب، الأناضول)