وطئ النزاع الأرميني ـــــ الأذربيجاني مسرحاً جديداً، إذ دخل الفن الأوروبي كأحد أساليب إظهار الخلاف بين البلدين، وذلك عبر المسابقة السنويّة للأغنية الأوروبية المعروفة باسم «يوروفيزيون». فهذا البرنامج، الذي يشارك من خلاله المشاهدون باختيار الفائز من بين عشرات المشاركين الأوروبيين عبر آلية التصويت، يمكن أن يضاف إلى طابعه الفني، نفحة سياسية أيضاً. ويمكن القول إن معدّي البرنامج يحاولون خلق الأممية في التصويت من خلال منع المصوّتين من دعم ممثلي بلادهم في السباق، الذي ينظّمه اتحاد الإذاعات الأوروبية، ومجموعة من شركات التلفزة العامة.

باكو استدعت أذريين صوّتوا لمتسابق أرميني في «يوروفيزيون»

الآلية كانت سارية عبر السنوات الماضية من دون أي مشاكل تذكر. إلا أن مشاركة متسابق أرميني وحصوله على أصوات أذرية، خلقا مشاكل سياسية. فقد فوجئ بعض الأذربيجانيين، الذين صوّتوا لوصول ممثلي أرمينيا إلى نهائيات المسابقة في أيار الماضي، باستدعائهم من قبل وزارة الأمن القومي الأذرية. بدا السبب مجهولاً حتى كشف أحد الذين تم استدعاؤهم، ويدعى روفشان ناسيرلي، ما حدث معه. قال لإذاعة «أوروبا الحرة»: «كانوا يحاولون ممارسة الضغط النفسي عليّ من خلال قولهم أشياء مثل: أنت لا تملك أي شعور بالفخر العرقي. كيف يمكنك أن تصوّت لأرمينيا». وأضاف «جعلوني أكتب توضيحاً عن سبب قيامي بالتصويت لأرمينيا قبل أن يطلقوا سراحي».
إلا أن محطة «استيماي» الأذربيجانية الرسمية، نفت حدوث أمر مماثل قائلة إنه «لم يتم استدعاء أحد إلى وزارة الأمن القومي»، مضيفة أن «جميع التقارير التي أثيرت في وسائل الإعلام حيال هذه القضية لا أساس لها من الصحة، وليس في استمرارها أي منطق».
من جهته، قال اتحاد الإذاعات الأوروبية إنه سيبحث هذه المسألة في اجتماعه في أيلول المقبل في أوسلو. إلا أن المدير العام للاتحاد، جيان ريفايلون، أشار إلى أن «أي انتهاك لخصوصية التصويت، أو استجواب الأفراد، هو أمر مرفوض تماماً».
وفي بداية البرنامج، كان الأرمن قد أثاروا حساسية الأذربيجانيين بعد عرضهم صوراً لنصب تذكاري في منطقة ناغورني كاراباخ المتنازع عليها بين البلدين، في عرض الفيديو الذي قدموا من خلاله ممثليهم في الدور التمهيدي للسباق.
تجدر الإشارة إلى أن الحرب بين الدولتين اندلعت في شباط عام 1988، على خلفية ادعاء كل من يريفان وباكو السيادة على إقليم ناغورني كاراباخ الذي كان تحت سيطرة أذربيجان يومها. وخرجت ناغورني كاراباخ، ما عدا محافظتي شوشا وخوجالي، عن السيطرة الآذرية في كانون الأول 1991. وتبعتها في فترة ما بين 1992 و1993، 7 محافظات أخرى مجاورة للإقليم.
(الأخبار)