خاص بالموقعبول الأشقر
توجّه الأمين العام لمنظمة الدول الأميركية، خوسي ميغيل إنسولزا، أمس، إلى عاصمة هندوراس، تيغوسيكالبا، لتحذير الانقلابيين من عواقب انتهاء مهلة إنذار الـ 72 ساعة، الذي سبق أن حددته المنظمة لإعادة الرئيس مانويل زيلايا إلى سدة الرئاسة. وقال زيلايا، الذي يزور السلفادور حالياً، إن زيارة إنسولزا، بحسب تفويض المنظمة له، «هي فقط لإبلاغ المتآمرين بأن وقتهم قد ولّى...»، محذراً من «خطورة عودة حقبة قوى الأمر الواقع والتخويف بواسطة القوى المسلحة».

وفي محاولة لتليين الموقف وتحاشي العقوبات، أعلن الرئيس المعيّن من السلطات الانقلابية، روبيرتو ميتشيليتي، عدم اعتراضه على تقريب موعد الانتخابات الرئاسية المحدّدة في تشرين الثاني المقبل «إذا كان ذلك يسهم في حلحلة الأمور شرط إجراء ذلك ضمن القانون». وأشار إلى أنه لا يعارض تنظيم استفتاء ليحدد الهندوريين على أساسه، إذا كانوا يريدون عودة زيلايا إلى السلطة، قبل أن يشير إلى أنّ «الوقت غير مؤات حالياً لتنظيم استئناف، بسبب الصعوبات الجمة التي نعاني منها».

وفيما فضّل ميتشيليتي عدم عودة زيلايا، «لكي لا تراق نقطة دم واحدة»، طمأن إلى أن هندوراس ستستقبل «بحفاوة كل زوارها، وحتى زيلايا لأنه أيضاً شقيق، إلا أنه ارتكب جرائم من الضروري مقاضاته عليها». وختم حديثه بالقول «إذا رأى المجتمع الدولي أننا ارتكبنا جرائم أو أخطاء، فليقاضنا ولننته».

من جهته، أصدر المدعي العام الهندوري، روي أوتريخو، لائحة بالتهم الرسمية الموجهة ضد زيلايا، والتي على أساسها، وجهت هندوراس إلى الإنتربول، مذكرة جلب بحقه.

وتتضمن اللائحة أربعة اتهامات مرتبطة بقرار زيلايا تنظيم استفتاء شعبي لتعديل الدستور، وهي: خيانة الوطن، وتخطي حد السلطة، والاستيلاء على صلاحيات لا يملكها وارتكاب جرائم بحق شكل إدارة الدولة.

ميدانياً، نجح أنصار زيلايا ـــــ بالرغم من التعتيم الإعلامي ـــــ في تنظيم تظاهرة جديدة حاشدة في العاصمة، ضمت نحو 20000 مواطن قمعتهم السلطات بالقوة، ما أسفر عن اعتقال العشرات وسقوط عدد من الجرحى. ورفع المشاركون في التظاهرة، شعارات مناوئة لـ«بينوشيليتي»، في جمع بين اسم الرئيس المعين، واسم الدكتاتور التشيلي، أوغستو بينوشيه.

في المقابل، نجح أنصار الانقلابيين في تنظيم تظاهرة ضمت 6000 شخص في سان بدرو دي سولا، ثانية أهم مدن هندوراس.

وفيما يسيطر نوع من الهدوء الحذر على العاصمة الخاضعة لحظر تجوال مشدّد ليلاً، كشفت أوساط مؤيدة لزيلايا، أن القوى المسلحة تطلق النار على إطارات الباصات الصغيرة التي تقترب من العاصمة، والتي تشتبه القوى الأمنية بأنها تنقل أنصار زيلايا من الفلاحين أو من السكان الأصليين الهنود إلى العاصمة، وذلك تحسّباً لإمكان حصول تجمعات دعم له.

من جهةٍ ثانية، عُلم من مصدر موثوق، أن زيلايا لم يلتق بعد أي مسؤول أميركي ـــــ باستثناء مندوبي منظمة الدول الأميركية ـــــ لأنه أصر على لقاء خاص مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي يفضل التريث وانتظار عودة إنسولزا من هندوراس قبل تحديد خطواته المستقبلية إزاء الأزمة.

إلى ذلك، أقال زيلايا سفيري هندوراس لدى واشنطن وبروكسل، لأنهما «يروّجان بأنه لم يقع أي انقلاب».