بايدن يعطي الضوء الأخضر لإسرائيل ضد طهران... ومولن «قلق»
يبدو أن الملف الإيراني يشهد هذه الأيام حراكاً سياسياً لافتاً، ليس فقط على مستوى الداخل، بل أيضاً على مستوى الخارج، حيث لا يزال السيف الإسرائيلي مصلتاً على طهران بضوء أخضر أميركي

أكدت الجمعية الإيرانية للمدرّسين والباحثين في حوزة قم، أمس، أن مجلس صيانة الدستور في إيران، هو هيئة «لا يحق لها أن تحكم على الانتخابات»، بسبب اتخاذ أعضاء فيها مواقف لمصلحة الرئيس محمود أحمدي نجاد قبل الانتخابات الرئاسية، في موقف تزامن مع تصريح لنائب الرئيس الأميركي جو بايدن، بدا كأنه يعطي من خلاله الضوء الأخضر لإسرائيل، لضرب إيران عسكرياً.
وقال بايدن، لمحطة «إي بي سي» أمس: «نحن لا نملي على الدول الأخرى ذات السيادة ما ستفعله أو لا تفعله»، مشدداً على أن حكومة بنيامين نتنياهو إذا أرادت اتخاذ أي قرار «فسيكون ذلك خيارها لا خيارنا». وأضاف أن «إسرائيل دولة ذات سيادة، وهي تستطيع أن تحدّد لنفسها ما هو في مصالحها وما تقرره بما يتعلق بإيران أو أي أحد آخر»، مؤكداً بقوله: «سواء وافقنا أو لا، هم مخولون لفعل ذلكأمّا قائد هيئة أركان الجيوش الأميركية المشتركة، الأميرال مايكل مولن، فقد قال لبرنامج «فوكس نيوز صنداي»: «أشعر منذ بعض الوقت بالقلق من هجوم يشن على إيران، لأن هذا الأمر سيكون مزعزعاً جداً للاستقرار، ومن المستحيل التكهن بعواقبه».
وفي السياق، رأى الرئيس الروسي، ديمتري مدفيديف، أن فرض عقوبات إضافية على إيران سيأتي «بنتائج معاكسة»، مضيفاً في مقابلة مع قناة «راي» التلفزيونية الإيطالية: «بحسب ما فهمت، فإن الولايات المتحدة تريد إقامة علاقات أكثر انفتاحاً ومباشرة أكثر مع إيران. نحن ندعم هذا الخيار. إن اللجوء إلى عقوبات أخرى سيأتي بنتائج معاكسة».
وفي الشان الداخلي، رأت الجمعية الإيرانية للمدرّسين والباحثين في حوزة قم الدينية، أن مجلس صيانة الدستور لم يأخذ في الاعتبار «الشكاوى والأدلة الدامغة، التي قدّمها المرشحون»، ولا سيما مير حسين موسوي ومهدي كروبي. وقالت، في بيان: «في مناخ أمني، جاء الرد بالعنف على الصوت المُسالم للشعب الذي طالب بالعدالة، وللأسف قُتل عشرات الأشخاص أو جُرحوا واعتقل مئات آخرون بصورة غير قانونية».
وتساءل رجال الدين الإصلاحيون: «كيف يمكننا في هذه الظروف قبول شرعية انتخابات لأن مجلس صيانة الدستور، قال ذلك فقط؟ وكيف يمكننا التأكيد أن حكومة ولدت بعد هذا الكم من المخالفات هي شرعية؟».
وفي السياق نفسه، أعلن المرجع الإيراني المؤيد للإصلاح، آية الله العظمى يوسف صانعي، أن كثيراً من الإيرانيين «لا يزالون غير مقتنعين» بإعادة انتخاب نجاد بسبب «الغموض» الذي اكتنف الانتخابات، وأن الحكومة قد تواجه مشكلات.
في هذه الأثناء، نشر موسوي تقريراً جديداً من 25 صفحة للتنديد بـ«عمليات التزوير» في الانتخابات، بحسب موقع «قلم نيوز» الخاص به. ويتهم التقرير وزارة الداخلية المكلفة تنظيم الانتخابات بالانحياز، وكذلك مجلس صيانة الدستور، مؤكداً أن المؤسستين تحت إشراف الأصدقاء السياسيين لنجاد. كذلك يندد بتدخل الحرس الثوري وقوات التعبئة «الباسيج».
من جهة ثانية، نقلت وكالة أنباء العمال (إيلنا) عن الرئيس الإيراني الأسبق، علي أكبر هاشمي رفسنجاني، قوله أثناء اجتماع مع أسر بعض الذين اعتقلوا أخيراً: «لا أعتقد أن ذا ضمير متيقظ سعيد بالموقف الحالي»، مشيراً إلى أن «نشر مزاعم بوجود صراع على السلطة في أعلى مستوى من المؤسسة هو دعاية مضللة».
على صعيد آخر، أعلن قائد الشرطة الإيرانية، الجنرال إسماعيل أحمدي مقدم، أنه أُفرج عن ثلثي الأشخاص الـ 1032، الذين اعتقلوا في «أعمال الشغب الأخيرة في طهران بكفالة أو من دونها»، فيما أعلن أحد قادة الحرس الثوري المكلف مدينة طهران، الجنرال عبد الله أرقي، «تسليم نحو مئة شخص للسلطات القضائية».
كذلك، أفرجت إيران عن الصحافي اليوناني البريطاني، أسون اثناسياديس ـــــ فودن، الذي يعمل لحساب صحيفة «واشنطن تايمز»، بعدما اعتقلته إبان التظاهرات الأخيرة.
وفي السياق، قال رئيس تحرير صحيفة «كيهان» المحافظة، حسين شريعة مداري، إن موسوي ومؤيديه في الانتخابات المتنازع عليها، التي أُجريت الشهر الماضي، تصرفوا وفق تعليمات من الولايات المتحدة، خصم إيران اللدود. وكتب يقول: «يجب أن تنظر محكمة علنية أمام أعين الشعب في جميع هذه الجرائم البشعة والخيانة الواضحة التي ارتكبها العناصر الرئيسيون الذين يقفون وراء الاضطرابات الأخيرة، بمن فيهم موسوي وخاتمي».
بدورها، قالت صحيفة «جفان» المحافظة إن 100 عضو في البرلمان وقّعوا خطاباً موجهاً إلى القضاء، يطالب بمحاكمة زعماء «أعمال الشغب التي وقعت في أعقاب الانتخابات»، مشيرين إلى موسوي وكروبي.
إلى ذلك، استقبل نجاد في طهران، رئيس مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) علي لاريجاني، الذي هنأه على انتخابه لولاية رئاسية ثانية، والذي غادر في وقت لاحق إلى الدوحة.
(أ ف ب، أ ب، رويترز، يو بي آي)