strong>يسعى الرئيس الأميركي، باراك أوباما، خلال زيارته إلى موسكو اليوم، إلى «بداية جديدة» في العلاقات تكون «من الندّ إلى الندّ»

تشهد موسكو اليوم لقاء قمة روسية ـــــ أميركية، ستمثّل مسألة نشر الدرع الصاروخية محوره، على أن تدور حوله قضايا أساسية، في مقدمتها الاتفاق على معاهدة جديدة لاستبدال «ستارت 1» بشأن خفض الترسانة النووية. وقد تبادلت العاصمتان رسائل سياسية عشية القمة؛ رسالة أميركية تقول إن الحرب الباردة انتهت وإن الدرع الصاروخية تستهدف إيران، وتطلب «بداية جديدة»، فيما تقول الرسالة الروسية إن جميع هذه القضايا مترابطة، ويجب حلها «رزمة واحدة». ويتمثل جدول أعمال باراك أوباما في العاصمة الروسية بالاجتماع مع نظيره الروسي اليوم، بحيث يوقّع بعدها الرئيسان اتفاقاً بشأن أفغانستان، وإعلاناً يتضمن أهدافاً بالأرقام لخفض ترسانتهما الاستراتيجية وسبل إبدال معاهدة «ستارت 1». ثم يتناول أوباما الفطور غداً مع رئيس الوزراء، فلاديمير بوتين، الذي وصفه أوباما بأنه «رجل الحرب الباردة». لكنه عاد ولطّف تصريحاته في حديث مع قناة «فيستي» أمس واصفاً إياه بأنه «قائد قوي جداً للشعب الروسي». وقال أوباما، في المقابلة، إن «أميركا تحترم روسيا، نريد بناء علاقة من الندّ للندّ». ورأى أن العلاقات الروسية ـــــ الأميركية «لم تكن على ما يرام في السنوات الأخيرة». وشدد على أن محادثاته في موسكو ستتيح له أن «يفهم أفضل، قلق (القادة الروس) وسياستهم». وحاول أوباما مغازلة مدفيديف واصفاً إياه بصاحب «الشخصية العميقة والتقدمية» «ويقود البلاد بنجاح في القرن الحادي والعشرين». وفي مقابلة أخرى تُنشر في صحيفة «نوفيا غزيتا» اليوم، أعرب الرئيس الأميركي عن تأييده تصريحات مدفيديف بشأن تحسين سيادة القانون وتطهير النظام القضائي، قائلاً: «أتفق مع الرئيس الروسي في قوله إن الحرية أفضل من غياب الحرية». وفي محاولة لطمأنة هواجس روسيا من الدرع الصاروخية الأميركية في أوروربا، جدد أوباما قوله إن «الولايات المتحدة تسعى إلى نشر صواريخ في أوروبا لحماية أميركا وأوروبا من الصواريخ الإيرانية». وأضاف أن بلاده «لم ولن تنشئ نظام دفاع ضد روسيا»، لافتاً إلى أن هذا الاعتقاد هو من مخلفات الحرب الباردة.
على الجانب الروسي، شدد مدفيديف، في مقابلة مع وسائل الإعلام الإيطالية، على أنه ينبغي للولايات المتحدة تقديم تنازلات بشأن خططها المتعلقة بنظام الدرع الصاروخية للوصول إلى اتفاق بشأن خفض الرؤوس الحربية النووية. وقال: «نرى أنّ هذه القضايا مترابطة». وأضاف: «يكفي إبداء ضبط نفس وقدرة على تقديم تنازلات، وبعد ذلك يمكننا التوصل إلى أسس اتفاق جديد في ما يتعلق بستارت، وفي الوقت نفسه التوصل إلى تفاهم بخصوص كيفية المضي قدماً في النظام الدفاعي المضاد للصواريخ».
(أ ف ب، رويترز، أ ب)