السعوديّة تنفي السماح للطائرات الإسرائيليّة باستخدام أجوائهالا تزال قضية التدخل الغربي في الشؤون الإيرانية، خلال الاضطرابات الأخيرة، تستفحل على نار هادئة، مقتصرة على تهديدات متبادلة بين طهران والغرب، فيما بات العنصر الإسرائيلي طرفاً، مع ظهور تهديدات جديّة من الدولة العبرية، وتلميح إلى «ضوء أخضر» أميركي
حذّر المرشد الأعلى لإيران، علي خامنئي، أمس الدول الغربية من التدخل في الشؤون الإيرانية، بعدما اتهمت بلاده الغرب بالتحريض على الاضطرابات في الجمهورية الإسلامية في أعقاب انتخابات الرئاسة الأخيرة، في وقت حذّر فيه رئيس الوزراء البريطاني، غوردن براون، طهران من أن الاتحاد الأوروبي مستعد للتحرك، رداً على اعتقال السلطات الإيرانية لموظفين من السفارة البريطانية وطرد دبلوماسيين.
وأكد خامنئي، خلال استقباله الآلاف من المواطنين بمناسبة ذكرى مولد الإمام علي بن أبي طالب، أن «هدف الأعداء من التدخل في قضايا البلاد هو بثّ الفرقة وإيجاد التشتت»، مضيفاً «إن بعض زعماء الدول الغربية على مستوى رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزير الخارجية تدخلوا صراحةً في القضايا الداخلية للشعب الإيراني التي لا صلة لهم بها، ومن ثم ادّعوا أنهم لا يتدخّلون في شؤون إيران، فيما شجعوا على أعمال الشغب، وعرّفوا الشعب الإيراني على أنه شعب مشاغب».
ووجّه خامنئي تحذيراً شديداً إلى زعماء بعض الدول الغربية، قائلاً «يجب على هذه الدول أن تراقب ادعاءاتها وتصرفاتها العدوانية لأن الشعب الإيراني سيرد على ذلك»، مشيراً إلى أن «تصريحات وتصرفات هذه الدول سيكون لها تأثير سلبي على مستقبل علاقاتها مع الجمهورية الإسلامية».
في المقابل، قال رئيس الوزراء البريطاني، في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، إن «على النظام الإيراني أن يدرك أنه إذا ما استمرت هذه الإجراءات وأُرغمنا على التحرك، فسنتحرك معاً مع شركائنا الأوروبيين». وأضاف، في بلدة «ايفان ـ لي ـ بين» في الألب الفرنسية، «كلانا متفق على أن نتائج الانتخابات الإيرانية مسألة تخص الشعب الإيراني»، موضحاً أن هناك «إجراءات الطرد غير المبرر لدبلوماسيين أجانب واستمرار اعتقال موظفين من السفارة أمر غير مقبول وغير مبرّر».
وأكدت بريطانيا في وقت سابق أن إيران أفرجت عن موظف ثامن من موظفي السفارة البريطانية في طهران، فيما لا يزال موظف واحد قيد الاعتقال.
وفي السياق، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن قمع تظاهرات الاحتجاج الأخيرة في إيران لن يغلق الباب أمام مفاوضات مع الحكومة الإيرانية. وأضاف، في حديث إلى صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية نُشر أمس، إنه يشعر بقلق شديد من الاعتقالات والتخويف الذي تعرّض له قادة المعارضة الإيرانية، لكنه أصرّ على أن القمع لن يقفل الباب أمام المفاوضات مع الحكومة الإيرانية.
من جهة أخرى، نفت السعودية أمس تقريراً تحدث عن موافقة الرياض «ضمنياً» على السماح للطائرات الإسرائيلية بالتحليق في أجواء المملكة أثناء توجّهها لضرب إيران.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السعودية، أسامة النقلي، رداً على ما ذكرته صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية أول من أمس من أن رئيس الموساد الإسرائيلي أخذ «موافقة ضمنية» على هذا الموضوع من مسؤول سعودي خلال محادثات سرية معه، «ليس لدينا أي نوع من العلاقة مع إسرائيل.
إن هذه التقارير التي تتحدث عن علاقات سرية تهدف إلى زعزعة الوحدة العربية». وأضاف «سياستنا شفّافة جداً وموقعنا راسخ جداً في ما يتصل بأي علاقة مع إسرائيل. ومن حسن الحظ أن هذه المزاعم لم تُؤخَذ على محمل الجد».
في غضون ذلك، حذر رئيس اللجنة البرلمانية للأمن القومي والسياسة الخارجية الإيرانية، علاء الدين بروجردي من أن أي هجوم إسرائيلي على مواقع إيران النووية سيلاقي ردّاً حازماً وجدياً.
وقال إن «كلتيهما، الولايات المتحدة وإسرائيل، واعٍ لعواقب قرار خاطئ»، معرباً عن اعتقاده أن «ردنا سيكون حقيقياً وحاسماً».
وأعلن مقرر لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، كاظم جلالي، أنه سيجري الإفراج قريباً عن الدبلوماسيين الإيرانيين المحتجزين لدى القوات الأميركية في إطار الاتفاقية الأمنية العراقية ـــــ الأميركية. وأوضح جلالي، في تصريح لوكالة «مهر» الإيرانية، أن أحد بنود هذه الاتفاقية هي تسليم 20 ألف معتقل عراقي وغير عراقي تحتجزهم القوات الأميركية إلى الحكومة العراقية.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز، مهر، أ ب)