أوقفت قوات الأمن التركية 30 شخصاً يشتبه بانتمائهم لتنظيم الدولة الاسلامية، وذلك خلال مداهمة نفذتها صباح أمس في مدينة قونيا، وسط البلاد، التي تُعد معقلا للإسلاميين التكفيريين، كما ألقت قوات الأمن القبض على 14 مشتبه بهم آخرين، في عملية مداهمة مماثلة في قوجه ايلي، شمال غرب البلاد.
وفي السياق نفسه، أعلن الجيش أمس أنه اعتقل 17 شخصا مقربا من تنظيم الدولة الاسلامية، كانوا يحاولون عبور الحدود بطريقة غير شرعية لدخول منطقة يسيطر عليها الجهاديون في سوريا. وتأتي عمليات الدهم هذه غداة مقتل شرطيَين تركيَين وسبعة عناصر يُشتبه بانتمائهم إلى تنظيم الدولة الإسلامية، أول من أمس، خلال تبادل لإطلاق النار في دياربكر، كبرى مدن جنوب شرق البلاد. وأعلنت شرطة المدينة أمس أن «الشرطييَن استشهدا حين فجر انتحاري نفسه قرب مخبئهما»، فيما أكد مصدر أمني أن المشتبه بهم السبعة الذين قُتلوا خلال الاشتباك كانوا بدورهم يستعدون لتنفيذ هجمات انتحارية.
ووصف مدير مكتب صحيفة «حرييت» في أنقرة، سيركان دمرتاش، الحملة الأمنية للحكومة بـ«عرض للقوة» قبل الانتخابات التشريعية في الأول من الشهر المقبل، حيث يسعى حزب العدالة والتنمية، الحاكم منذ 13 عاما، إلى استعادة الغالبية النيابية التي تمكنه من تأليف الحكومة منفرداً، بعدما خسرها في انتخابات 7 حزيران الماضي. والجدير ذكره أن قوى المعارضة، وخاصة الكردية واليسارية، تحمل الرئيس بالمسؤولية عن الجرائم التي يرتكبها التكفيريون، بل حماية هؤلاء ودعمهم.
وفي سياق الإنتخابات، ذكرت صحيفة «حرييت» أن مجهولين فتحوا النار، في وقت متأخر من الأول من أمس، على المقر الرئيسي لحزب الشعب الجمهوري المعارض في أنقرة، وفضلاً عن محاولة «مجهولين» ترهيب الحزب قُبيل الانتخابات، سعى رئيس البرلمان المنتمي لحزب العدالة والتنمية، عصمت يلماز، إلى ترهيب الناخبين المعارضين للحزب الحاكم، فحذّر أول من أمس تجمع لوجهاء قرى في محافظة سيفاس، قائلاً إنه في ظل حكومة ائتلافية، «سيكون من الصعب على أولادكم أن يجدوا فرص العمل»، مشيراً إلى احتمال عدم حصول حزبه على المقاعد البرلمانية التي تمكنه من الحكم منفرداً. وأضاف يلماز إن الحكم الائتلافي «يصعب العناية بالمعوقين، ويصعب تأمين الفحم للفقراء»!
وتنقل الصحيفة نفسها ردود فعل المعارضة على «بشرى» نائب رئيس حزب العدالة والتنمية، محمد علي شاهين، بأنه إذا جاءت نتيجة الانتخابات النيابية المقبلة مماثلة لسابقتها، فإن تركيا ستتجه، مجدداً، إلى انتخابات أخرى. وفسّر رئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كيليتشدار أوغلو، ملاحظة شاهين بأن الحزب الحاكم يقول للأتراك، «حتى قبل أن يبدأ التصويت، أنه سيأخذهم مرة أخرى إلى صناديق الإقتراع، إن لم يعطوه النتيجة التي يريدها»، واصفاً الأمر بـ«الابتزاز المباشر للشعب».
(الأخبار، أ ف ب)