خاص بالموقعنيويورك ـــ نزار عبود
دان مجلس الأمن الدولي، أول من أمس، التجارب الكورية الشمالية الصاروخية الأخيرة، واصفاً إياها بأنها تهديد للأمن الإقليمي والدولي. واكتفى أعضاء المجلس بإصدار توصية قرأها مندوب أوغندا، رئيس المجلس، روهاكانا روغوندا، تضمّنت ملاحظات تدين إطلاق الصواريخ البالستية، وتطالب باحترام القرارات السابقة.

وقال روغوندا إنّ «أعضاء مجلس الأمن يعبّرون عن قلقهم البالغ من عمليات الإطلاق التي خرقت قرارات مجلس الأمن الدولي ويدينونها، وهي تمثّل تهديداً للأمن الإقليمي والدولي»، مشدداً على ضرورة إيجاد حل «سلمي ودبلوماسي وسياسي» للأزمة.

وطالب كوريا الشمالية «بالإذعان الكامل لالتزاماتها» الدولية، كاشفاً أنّ أعضاء مجلس الأمن ناشدوا «كل الأطراف الامتناع عن أي تصرفات يمكن أن تفاقم الموقف الأمني في المنطقة».

يُشار إلى أن البيانات الشفهية التي لا تدخل في المضبطة الرسمية لمجلس الأمن تُعتبر الأقل قوة وفاعلية في أصناف قرارات المجلس وبياناته وإعلاناته. وأوضح دبلوماسيون غربيون أنهم كانوا يريدون شيئاً أكثر حزماً إزاء الملف الكوري، غير أنّ واقعاً فرض عليهم الاكتفاء بالتوصية الشفهية، يتجسد بالرغبة في كسب تأييد الصين، الحليف الأقرب لبيونغ يانغ، بما أنّ بيانات مجلس الأمن يجب أن تصدر بالإجماع.

وفي السياق، دعت بكين وموسكو إلى «الهدوء»، وحثّتا جميع الأطراف المعنيين بـ«عدم اتخاذ أي خطوات قد تزيد من عدم الاستقرار في المنطقة». كذلك أصرّتا على العودة إلى المحادثات السداسية المجمّدة، بهدف إقناع بيونغ يانغ بالتخلي عن برنامجها النووي.

ولا تمثّل العملية الأخيرة من إطلاق الصواريخ الكورية، في الرابع من الشهر الجاري، خرقاً جوهرياً لقراري مجلس الأمن الدولي 1718 و1874، بل تخالف روحَيهما. وقد فرض القراران على كوريا الشمالية رقابة تجارية، وهو أقصى ما يمكن فرضه، ولم يعد أمام المجلس سوى اتخاذ قرارات حصار عسكري بموجب الفصل السابع. وعندما سُئِلَ مندوب اليابان، يوكيو تاكاسو، عن مغزى الملاحظات التي تليت على وسائل الإعلام، أشار إلى أنه «من غير المطلوب أن يتصرّف مجلس الأمن الدولي بناءً على الخطوات التي تتخذها كوريا الشمالية، بل يجب التعامل مع المسألة بهدوء وروية، لا بالانفعال، مع السعي لامتصاص التوتر قدر الإمكان».

تجدر الإشارة إلى أنه قبل المشاركة في هذه المشاورات بين الدول الـ15 في المجلس، عقد سفراء فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة لدى المنظمة الدولية اجتماعاً مع نظيرهم الياباني يوكيو تاكاسو لتنسيق الموقف.

وسارعت سيول إلى الترحيب بتنديد مجلس الأمن، ونقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية «يونهاب» عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الكورية الجنوبية مون تاي يونغ قوله إن هذا القرار كان خطوة «سريعة ومناسبة»، تعكس رسالة موحدة من المجتمع الدولي ضد الاستفزازات الكورية الشمالية.

على صعيد آخر، كشف مسؤول في وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أن واشنطن مستعدّة لإجراء محادثات بشأن دعم كوريا الجنوبية لتطوير صواريخ بالستية قادرة على ضرب كامل مساحة كوريا الشمالية.