أشاد الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، أمس بصمود أهالي طهران في «مسيرة الثورة»، في وقت تصاعدت فيه التحذيرات الأميركية من فشل الحوار مع إيران وعواقبه. وقال نجاد، خلال اجتماع لحکومته، إن «طهران هي مركز الثورة ونظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولها الدور الطليعي في المناداة بأهداف الشعب الإيراني وطموحاته والدعوة إلى العدالة».كلام نجاد جاء غداة وصفه للانتخابات الرئاسية الإيرانية بأنها «أكثر انتخابات العالم نزاهة»، وانتقاده ما وصفه بـ«تدخل الأعداء المستكبرين» في الشؤون الداخلية لإيران في قضية الانتخابات الرئاسية، مشيراً إلى «أن الأعداء المستكبرين أخطأوا مرة أخرى لأنهم لم يعرفوا حقيقة الشعب الإيراني العظيم، وقد خدعهم الشيطان».
وفي سياقٍ متصل بالاعتقالات التي أعقبت نتائج الانتخابات الرئاسية، نقلت وكالة «مهر» للأنباء شبه الرسمية عن قائد قوى الأمن الداخلي الإيراني، العميد إسماعيل أحمدي مقدم، قوله أمس إن «ثلثي المعتقلين على خلفية الأحداث الأخيرة قد أُطلق سراحهم، وإنه سيطلق خلال هذا الأسبوع (الحالي) سراح عدد آخر، وسيُحال الذين كان لهم دور في أعمال التخريب والشغب على الجهات القضائية».
كذلك نفى مساعد المدعي العام في طهران لشؤون السجون، محمود سالاركيا، أمس ما أشيع عن أن تجار المخدرات العشرين الذين أُعدموا أخيراً في إيران، هم أفراد اعتقلوا لدورهم في الاضطرابات الأخيرة.
في هذا الوقت، حذر رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأميركية، الأميرال مايكل مولن، من أن الوقت ينفد للحوار مع طهران لتجنب امتلاك إيران أسلحة نووية أو احتمال توجيه ضربة عسكرية لها. وقال، خلال إلقائه محاضرة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، إنها مسألة أساسية للجهود الدبلوماسية، التوصل إلى حل قبل أن تطور إيران أسلحة نووية أو تواجه ضربة إسرائيلية أو أميركية لإحباط برنامجها النووي. وقال: «هذه النافذة ضيقة للغاية». وأضاف: «إنني آمل أن يكون ذلك الحوار بنّاءً. إنني أشعر بالقلق كثيراً إذا لم يكن كذلك».
ورأى مولن أنه يجب على واشنطن أن تبقي كل خياراتها على الطاولة وهي تنتهج الحوار مع إيران، «بما في ذلك الخيارات العسكرية بالتأكيد». وأقر بأن توجيه ضربة عسكرية سيزعزع الاستقرار بدرجة كبيرة في الشرق الأوسط. كذلك أشار إلى أن بعض التنبؤات ترى أن إيران ربما كانت على بعد عام من تطوير قنبلة نووية، مضيفاً أن «الساعة تدق
باستمرار».
بدورها، لوحت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، باحتمال فرض المزيد من العقوبات على إيران إذا فشل التواصل معها. وقالت، في مقابلة بثها التلفزيون الفنزويلي أول من أمس، إن واشنطن ستدعو إلى «تشديد العقوبات على ايران» لـ«حمل النظام على تغيير سلوكه».
وأشارت كلينتون إلى أن إدارة الرئيس باراك أوباما ترى «أنه ليس من مصلحة العالم التعامل مع إيران، ما يمثّل دعماً للنظام». ورأت أنه «ليس من الحكمة التحالف مع نظام يرفضه عدد كبير من مواطنيه». إلا أنها عادت لتقول: «نحاول تلطيف الأجواء. نريد أن نثبت أن هناك طرقاً للتحاور مع أشخاص لا نتفق معهم في مسائل عديدة».
وفي السياق، رفض العراق بشدة استخدام أراضيه أو أجوائه لشن أي هجوم على إيران. وقال عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، النائب حسن السني، في تصريح لصحيفة «الصباح» العراقية الحكومية، إن أي «اختراق إسرائيلي للأجواء الوطنية هو اعتداء على العراق». كذلك نقلت الصحيفة عن الأمين التنفيذي للائتلاف العراقي الموحد، محمد ناجي، قوله إن «وجود القوات الأميركية في العراق لا يتيح للكيان الصهيوني استغلال هذا الوجود».
إلى ذلك، قال قائد قوات حرس الثورة الإيرانية، اللواء محمد علي جعفري، خلال استقباله رئيس أركان الجيش القطري اللواء حمد بن علي العطية، إن بلاده على استعداد للتعاون مع جميع دول المنطقة لتعزيز الأمن في المنطقة.
(ايرنا، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)