ربى أبو عموتكمن النقطة الأساس في العودة إلى تاريخ 17 حزيران الماضي، أي في اليوم الخامس للتظاهرات الإيرانية احتجاجاً على نتيجة الانتخابات الرئاسية. تاريخ قد يكون «السبب أو الحجة في اعتقالها» بحسب صديقتها. في ذاك اليوم، بعثت رايس برسالة إلكترونية إلى بعض أصدقائها تطمئنهم من خلالها إلى وضعها في البلد المضطرب.
وعمدت رايس، في الرسالة، إلى توصيف الحال في طهران. وتقول «أكتب إليكم من طهران لأقول لكم إن كل شيء على ما يرام بالنسبة إلي». وتتابع «يصعب فهم الوضع. كان العنف قوياً في اليومين الأوّلين (من التظاهرات) سعياً إلى تهدئة التظاهرات. ثم، مع الوقت، تابعت المقاومة التظاهر بعدما جرى تنظيمها وتعزيزها، وخصوصاً في طهران».
وتستفيض رايس بالشرح «يومياً، ينزل أكثر من مليون شخص إلى الشارع ... وسمحت الشرطة بحدوث التظاهرة ربما لعدم قدرتها على القيام بشيء، أو لأنها رغبت في ذلك. هي معركة على الكرسي ولا شأن للشعب بها. من الصعب ضمان أن هذه الحالة يمكن أن تحسّن مستقبل البلاد».
وأرفقت رايس رسالتها «ببعض الصور لإظهار حجم الاحتجاجات في المدن الإيرانية خلال اليومين الماضيين». وتتابع «يرمز اللون الأخضر إلى موسوي .... الصور قاسية، إلا أنها تثبّت ما عاناه التلاميذ الذين كنت على تواصل معهم، والتي بدأت (المعاناة) من يوم التصويت وإعلان نتائج الانتخابات، إضافةً إلى القمع العنيف الذي مارسته الشرطة ...».
وتتابع رايس «لأبرهن لكم أن التظاهرات كانت سلمية، هذه صور من يوم الاثنين في طهران، حيث لم تفعل الشرطة شيئاً في وجه المتظاهرين. ساد الصمت بين الحشود واستمرت التظاهرة خمس ساعات. كان انفعال الناس قوياً جداً، وهذا ما تظهره الصور أيضاً. إلّا أنه للأسف، في نهاية التظاهرة، حصلت مواجهة بين ميليشيا الباسيج والحشود ما أدى إلى مقتل 7 أشخاص». وتضيف «أحداث مماثلة تجرى في كل يوم. أتمنى أن يواصلوا التظاهرات وألا يُقمعوا بعنف كما حدث أمس وبعد ظهر هذا اليوم».
وختمت رسالتها بـ«نقطة أخيرة، بالنسبة إلى أولئك الذين هم أكثر حشرية ... أعتقد أن هذا النوع من الصور يقرّب الوضع إليكم أكثر». وأدرجت مجموعة من الروابط لمواقع إلكترونية على صلة بالأحداث.
وتقول صديقتها إنه بعد الرسالة سارت الأمور بالنسبة إلى الفتاة الفرنسية بطريقة عادية. وخططت لزيارة لبنان في الأول من الشهر الجاري، إلا أن الطائرة وصلت من دون رايس. لم يتلقَّ أصدقاؤها أيّ اتصال منها، فما كان من مارينا إلّا الاتصال بالسفارة الفرنسية في طهران، وأُعلن في اليوم التالي اعتقالها.
وأمس، نقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر دبلوماسي قوله إن السفير الفرنسي في طهران برنار بوليتي تحدّث هاتفياً مع الفرنسية المعتقلة في إيران بتهمة «التجسس»، قائلاً: «كان الاتصال وجيزاً»، رغم أن الخارجية الفرنسية لم تؤكد حدوث الاتصال.