خاص بالموقعبول الأشقر
انطلقت المفاوضات المنتظرة بين الرئيس الهندوري المخلوع، مانويل زيلايا، والرئيس الانقلابي روبيرتو ميتشيليتي، أمس، وذلك في منزل الرئيس الكوستاريكي، أوسكار أرياس الذي يستضيف المتخاصمين في العاصمة سان خوسي، على أن تستمر ليومين. وقبيل بدء جلستهما، أصرّ طرفا النزاع على التمسك بمواقفهما المبدئية، التي تصر على أن كل شيء قابل للتفاوض «إلا العودة» المحسومة بالنسبة إلى الرئيس الشرعي، و«ما عدا العودة» على حدّ تعبير ميتشيليتي.

ووصل زيلايا إلى سان خوسي، أول من أمس، حيث صعّد الموقف، مطالباً بـ«اعتقال كل الذين ارتكبوا جرائم في هندوراس»، موضحاً أنه أتى إلى كوستاريكا «تلبية لطلب الوزيرة (الأميركية هيلاري) كلينتون، ليس للتفاوض، بل للاستماع إلى كيفية تصورهم لخروجهم (الانقلابيين) من السلطة بعد الانقلاب». وفيما وصف زيلايا الانقلابيين بأنهم «معزولون ويائسون»، تأخّر ميتشيليتي في الوصول إلى كوستاريكا بعدما رفضت نيكاراغوا السماح لطائرته بالمرور في مجالها الجوي، فيما كان فريقه الأمني «يدرس احتمال خطف السلطات الفنزويلية طائرته».

وفور وصوله، قال إن «القمة هي لدراسة كيف ينوي الرئيس زيلايا أن يسلّم نفسه إلى القضاء، فهو ارتكب جرائم، وعليه أن يُقاضى عليها».

وكان الرئيس المضيف، أرياس، قد طلب من الرئيسين أن يصطحبا وفوداً من 4 أشخاص في حدّ أقصى، وأن يتمتّعا بالصبر، قبل أن يضيف: «المهم ألا نتركهما يخرجان من هنا، إلا وقد اتّفقا».

وأعرب أرياس، حامل جائزة «نوبل» للسلام لإسهاماته في حل نزاعات أميركا الوسطى في الثمانينيات، عن أمله أن «تتليّن المواقف بعد بدء الحوار»، معترفاً بأن «مهلة اليومين ضيّقة، لكن الإنجاز غير مستحيل».

وكانت العاصمة الهندورية تيغوسيغالبا قد شهدت، أول من أمس، تظاهرات مؤيدة وأخرى مناوئة لعودة زيلايا إلى البلاد. وقطع أنصار زيلايا الطريق الرئاسية التي تربط العاصمة بالمناطق لمدة أربعة ساعات. وقال أحد قياديي الاتحاد العمالي العام «لا نتوقع أن ينجح أرياس في إقناع الانقلابيين بالخروج من السلطة، لذلك بدأنا نتجهز لإضراب عام يشمل كل مناطق البلد بعد انقضاء مهلة الـ 48 ساعة المخصصة للتفاوض».

وفي السياق، نفى مجلس القضاء الأعلى إمكان تقريب موعد الانتخابات الرئاسية المقررة بعد 6 أشهر «حتى لو أقر المجلس (الانقلابي) ذلك»، مبرراً رفضه بـ«أسباب تقنية» تحول دون ذلك.