strong>يبدو أن الرغبة في منح إيران المزيد من الوقت للتفاوض بشأن برنامجها النووي، يغذيها اقتناع لدى واشنطن وتل أبيب بعدم وجود رغبة لدى صنّاع القرار في طهران بتصنيع القنبلة النووية في المدى القصيرذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست»، أمس، أن الولايات المتحدة وإسرائيل تعتقدان أن إيران لديها القدرة على بناء قنبلة نووية خلال عام إذا أرادت، لكنهما استبعدتا أن تقدم طهران على هذه الخطوة. كذلك نقلت الصحيفة تحليلات إسرائيلية تشير إلى عدم وجود خلاف كبير حالياً بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن جدول زمني لـ«السيناريو الأسوأ» بشأن تطوير إيران للقنبلة، واستبعادهما أن يتحقق هذا «السيناريو الأسوأ».
وأوضح مسؤول إسرائيلي أن الإيرانيين قرروا مواصلة تخصيب ما أمكنهم من اليورانيوم المنخفض التخصيب، والاستمرار في تطوير الصواريخ البالستية عند مستوى لا يعقد الوضع مع المجتمع الدولي أكثر مما هو معقد بالفعل. ورأى أن أمام إيران حتى أيلول للرد على مبادرة الرئيس الأميركي باراك أوباما وقادة دول مجموعة الثماني، وفي حال انخراطها في المفاوضات ستكون هناك إعادة تقويم للوضع.
لكن المصدر نفسه أشار إلى أن من واجب الولايات المتحدة تفسير التناقضات في مواقف إدارتها من مسألة توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية لإيران، موضحاً أن كلام نائب الرئيس الأميركي جو بايدن الذي قال فيه إن إسرائيل يمكنها أن تقرّر بنفسها ما هو في مصلحتها وما تقرّر فعله حيال إيران وحيال أيٍّ كان، «خرج من الفراغ، لأنه لا أحد ناقش مع الولايات المتحدة في الأشهر الماضية احتمال شن هجوم (على إيران)».
في هذا الوقت، حذّر إمام جمعة طهران المؤقت، إمامي كاشاني، أمس، من «محاولة الأعداء الإيقاع بين أبناء الشعب». وأوضح، في خطبته، أن «العدو متربص بالشعب الإيراني ويحاول رصد عيوبه»، مؤكداً أن «التفتيش عن عيوب الآخرين سيؤدي في نهاية المطاف إلى السقوط الأخلاقي وتفكك المجتمع». وأكد «ضرورة توخي الشعب لليقظة حيال مؤامرات العدو والمنافقين للإيقاع بين أبناء الشعب»، منوهاً بتوجيهات مرشد الثورة ودوره المؤثر في هذا المجال. وأشاد كاشاني بالمشاركة الكثيفة التي شهدتها الانتخابات، مؤكداً أن المشاركة ستكون أروع في الانتخابات المقبلة. ووصف مشاركة 40 مليون مواطن بأنها إحدى «البركات الهامة جداً للثورة الإسلامية في إيران»، وعبّر عن أسفه للأحداث التي وقعت بعد الانتخابات و«أدت إلى إدخال السرور إلى قلب الأعداء».
كذلك رأى كاشاني أن تعدد المرشحين هو أحد العوامل الهامة جداً التي أدت إلى زيادة إقبال المواطنين على صناديق الاقتراع. وقال: «كما رأيتم، فإن الشعب شارك وصوّت للمرشحين الأربعة الذين يحظون جميعهم بالاحترام». وتحدث عن ولاية الفقيه، مذكراً بوصية الإمام الخميني بضرورة الاهتمام بها و«أن نكون سنداً لها لصيانة البلاد من الأخطار، ونصيحة الإمام هذه مسألة هامة، لأن البلاد يجب أن تكون يداً واحدة».
وتطرق كاشاني إلى مقتل المصرية مروة الشربيني في إحدى المحاكم في ألمانيا، وقال إن هذه القضية تبين «أنهم يشعرون بالخطر من المسلمين».
وفي السياق، استدعت وزارة الخارجية الإيرانية أمس السفيرين الإيطالي والألماني بطهران، وأبلغتهما احتجاج إيران على التعامل الانتقائي لقمة الثماني إزاء قضية حقوق الإنسان، وصمت «أدعياء الديموقراطية وحقوق الإنسان تجاه قتل المرأة المسلمة المصرية في ألمانيا».
في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية الكندي، لورانس كنون، أن بلاده استدعت القائم بالأعمال الإيراني في أوتاوا، لمطالبته بإطلاق سراح الصحافي الإيراني الذي يحمل الجنسية الكندية، نزيار بحري، وتقديم إيضاحات عن مصيره. وقال كنون، في بيان: «لقد استدعيت هذا الأسبوع القائم بالأعمال في أوتاوا وطلبت منه حث السلطات الإيرانية على إطلاق سراح بحري، وكررت الطلب الكندي لحصوله على زيارة قنصلية» وأن تحترم حقوقه، موضحاً أن أوتاوا ستواصل ممارسة ضغط على إيران في هذه القضية. وطلبت وزارة الخارجية الكندية من مواطنيها المسافرين «تحاشي أي رحلة غير ضرورية» إلى إيران.
(أ ف ب، مهر، يو بي آي، رويترز)