أوباما يؤكّد عدم انتظار إيران إلى «ما لا نهاية»... ومدفيديف يجدّد التهديد بصواريخ «إسكندر» اختتم قادة مجموعة الثماني قمتهم في لاكويلا بحضور دول نامية وأفريقية، فغطّوا تقصيرهم في الاحتباس الحراري بالتعهد بـ20 مليار دولار للأمن الغذائي، وأكدوا «مهلتهم الزمنية» لطهران حتى أيلولمثّلت القارة السمراء ونظام الجمهورية الإسلامية محور محادثات وقرارات اليوم الثالث والأخير لقمة لاكويلا التي جمعت قادة مجموعة الثماني والدول النامية والأفريقية المدعوة (الجزائر وأنغولا ومصر وإثيوبيا وليبيا ونيجيريا والسنغال وجنوب أفريقيا)، فأقرت التصدي للفقر من خلال رصد 20 مليار دولار لضمان الأمن الغذائي، وكذلك أُطلقت تحذيرات لإيران تقدّمتها واشنطن.
وكانت مسودة البيان قد أشارت إلى التزام «الدول الممثلة في لاكويلا برصد 15 مليار دولار على الأقل على مدى ثلاث سنوات لضمان التنمية الدائمة للزراعة مع البقاء على تصميمها على تقديم مساعدة غذائية عاجلة ملائمة»، لكن عادت الدول ورفعت المبلغ إلى 20 مليار دولار.
وأعرب القادة، في مسودة البيان الختامي، عن قلقهم من أعمال العنف التي أعقبت الانتخابات الرئاسية الإيرانية. واستهجنوا تدخّل السلطات في العمل الإعلامي و«الاعتقال غير المبرر». لكن بالتوازي مع التنديد، أشارت المسودة إلى سعي القادة إلى «البحث عن حلول دبلوماسية». وتطرق البيان إلى الصراع العربي ـــــ الإسرائيلي، فأكدت «الالتزام بالدعم الكامل للسلطة الفلسطينية».
وكان لإيران حصة الأسد في التصريحات الفردية للقادة التي أجمعت على الحل الدبلوماسي المرتبط بمهلة زمنية، فحذّر الرئيس الأميركي، باراك أوباما، من أن القوى الكبرى لن تنتظر إلى ما لا نهاية ردّ إيران. وقال: «لن ننتظر إلى ما لا نهاية ونسمح بتطوير أسلحة نووية، ثم نستيقظ يوماً لنجد أنفسنا في وضع أسوأ من دون التمكن من التحرك». وأكد أن قمة لاكويلا ليست المنبر الذي سيفرض عقوبات جديدة على إيران، وقال: «سنعاود تقويم الموقف الإيراني» خلال القمة المقبلة لمجموعة العشرين في أيلول في الولايات المتحدة.
وفي الشأن الاقتصادي، أكد أوباما أن قادة مجموعة الثماني أجمعوا على أن «الانتعاش الاقتصادي الكامل لا يزال بعيداً، وأنّ من المبكر جداً البدء في تقليص إجراءات التحفيز».
الموقف نفسه من إيران أكدته المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، التي قالت إن «الحوار سيظل مفتوحاً مع طهران حتى أيلول المقبل». كذلك أكدت أن أي قرار بشأن إيران يجب أن يشمل روسيا». وفي شأن الدولة العبرية، شددت على أن «المجتمع الدولي يقف بكامله إلى جانب إسرائيل».
ويسعى الرئيس الأميركي الذي يتوجه إلى غانا الأفريقية، في أول زيارة له للقارة السمراء بصفته رئيساً أميركياً، إلى التركيز على زيادة الغذاء في أفريقيا، وذلك بحسب ما أعلن رئيس السنغال، عبد الله واد، الذي قال إنه أجرى «مناقشة طويلة مع أوباما. ويبدو لي أنه سيركز فعلاً على الغذاء في أفريقيا». وأوضح أنّ «الولايات المتحدة تنتج الذرة وبعض المحاصيل وترسلها للناس الذين يعانون من المجاعة، لكن المفهوم الجديد هو إنتاج هذه المحاصيل في أفريقيا لا في الولايات المتحدة».
وعن زيارة أوباما لغانا «الديموقراطية»، علق واد قائلاً: «إذا كان أوباما لن يأتي إلى السنغال لأننا لا نحترم حقوق الإنسان، فلن يذهب إلى أي مكان في أفريقيا، لأننا أكثر تقدماً بكثير، بل لن يستطيع حتى العودة إلى الولايات المتحدة».
من جهته، دعا الرئيس المصري، حسني مبارك، في كلمته، إلى تجميد الدين الأفريقي. وقال إن الدائنين الأفارقة يجب أن يتمتعوا بـ«شروط تفضيلية»، وحث الغرب على رفض الحمائية التجارية.
وحققت قمة لاكويلا إنجازاً غير مسبوق لجهة دعمها للقارة السمراء، فوقّع المشاركون وثيقة مشتركة مع أفريقيا بشأن المياه. وقالت مصادر مواكبة للقمة إن المجتمعين اتفقوا على نص «لم تكن الموافقة عليه يسيرة نظراً لارتباطه بالموضوع الشائك المتعلق باستغلال الموارد المائية».
ورغم النتائج التي أنجزتها القمة على مستوى مساعدة الدول الأفريقية، فإن عملها كان متواضعاً لجهة التصدي لمشاكل المناخ واحتباسه الحراري بعدما أغفلت وضع آلية لتحقيق أهدافها (خفض الانبعاثات السامة إلى النصف بحلول 2050 أو منع ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى درجتين مئويتين) أو لمساعدة الدول النامية في التصدي لظاهرة الاحتباس الحراري.
على هامش القمة، أطلق الرئيس الروسي، ديمتري مدفيديف، تحذيراً من أن بلاده ستنشر صواريخ إسكندر في كالينينغراد إذا لم تتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن الدرع الصاروخية الأميركية في أوروبا.
واقترح رئيس وزراء الدولة المضيفة، سيلفيو برلوسكوني، أن تصبح مجموعة الأربع عشرة للدول الغنية والنامية «قوة أساسية في الحكم العالمي للأرض» لا مجموعة الثماني.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)