خاص بالموقعبول الأشقر
عادت الوفود الهندورية إلى قواعدها، أمس. توجّه وفد الأمر الواقع إلى العاصمة الهندورية تيغوسيغالبا حيث عبّر عن رضاه حيال «حياد الرئيس الكوستاريكي أوسكار أرياس وخبرته»، فيما توجه الرئيس مانويل زيلايا ومعاونوه إلى واشنطن لتقويم الموقف مع منظمة الدول الأميركية ووزارة الخارجية الأميركية، بعدما عرّجوا على الجمهورية الدومينيكية للقاء الرئيس ليونيل فرنانديز الذي سيعمل ممثلاً لدول المنطقة في مؤتمر دول عدم الانحياز المنوي عقده في القاهرة.

وفي مواقف أطراف الصراع، أشار الرئيس الانقلابي روبرتو ميتشيلبيتي إلى أنه «موافق على عودة زيلايا شرط أن يحال مباشرة إلى المحاكمة»، علماً بأن زيلايا نفسه أعرب عن استعداده للمثول أمام القضاء «شرط أن يتوافر لي حق الدفاع في ما يعتبرونه مخالفات... وشرط محاكمتهم على جرائمهم أيضاً». ولفت بعض التقارير إلى أن زيلايا ينوي إصدار عفو عن الانقلابيين، شرط قبول هؤلاء عودته السلمية إلى السلطة.

ورجّح أرياس، الذي توسّط الجولة الأولى من الحوار في منزله، أن يُستأنف التفاوض في غضون ثمانية أيام، قائلاً «الصبر، الصبر، قمنا بالخطوة الأولى، والكل يعلم أن الخطوة الأولى هي الأصعب في مسارات كهذه». ويرجّح أن تجري الجولة الثانية في كوستاريكا أيضاً، رغم أن الرئيس المخلوع يفضّل نقل المفاوضات إلى تيغوسيغالبا.

ورفض أرياس التعليق على انتقادات الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، الذي وصف قبل يومين حوار كوستاريكا بأنه «مشين، وقد وُلد ميتاً ولا يخدم إلا مصالح الانقلابيين»، معتبراً أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون «ارتكبت خطأً فادحاً لئلا نقول أكثر».

وعن هذا الموقف أشار المتحدث باسم الخارجية الأميركية فييب كرولي إلى أنّ مفاوضات كوستاريكا هي «أفضل وسيلة لعودة انتظام الأمور دستورياً، ومن دون اللجوء إلى العنف، كما قالت الوزيرة كلينتون... والأمل ما زال قائماً». ولم يمنع الموقف الفنزويلي المتشدّد إزاء كلينتون ودورها في تنظيم مفاوضات كوستاريكا من حصول اتصال هاتفي بين تشافيز ونائب الوزيرة الأميركية لشؤون أميركا اللاتنية توماس شانون. وفي السياق، قدّم وزير خارجية حكومة الأمر الواقع هنريكي أورتيز، استقالته، «لأسباب خاصة»، فيما لا يشك أحد في أن الاستقالة، أو بالأحرى الإقالة، لم تحصل إلا نتيجة لتصريحاته العنصرية بحقّ الرئيس باراك أوباما الذي وصفه بـ«الزنجي الصغير الجاهل».

وفيما تتعمّق عزلة الرئيس الانقلابي روبرتو ميتشيليتي وحكومته، فقد تلقّى، أمس، دعماً من لوسيا بينوشيه، ابنة الديكتاتور التشيلي الراحل أوغستو بينوشيه. كذلك نال تأييد وتضامن عضو مجلس الأمن القومي الأميركي في عهد الرئيس جورج بوش أوتو رايش، حين حذّر أوباما من «التخلّي عن قيمنا وحلفائنا» في هندوراس.

ميدانياً، اجتمع الآلاف من أنصار الرئيس زيلايا حول المطار لتكريم زميلهم الذي توفّي خلال التجمع الذي كان ينتظر الرئيس زيلايا الأسبوع الماضي. وكشفت رئيسة لجنة أهالي المفقودين بيرتا أوليفا أن الجيش «اعتقل والد الشاب الشهيد، ومصيره مجهول». وقالت أوليفا «للأسف، عدنا إلى الثمانينيات. هناك عدد كبير من القتلى في المناطق ولا أحد يتكلم عنهم. جرى إضراب عام في المناطق الشمالية لم نر أيّ صدى عه في الإعلام».