ارتفعت أمس أعداد الجرحى في الاضطرابات الأخيرة في إقليم شينجيانغ، في الوقت الذي تجاهد فيه الحكومة للتمكن من إعادة الأمور إلى مسارها الطبيعي

ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة أن السلطات الصينية عدّلت أمس حصيلة جرحى الاضطرابات الإثنية التي وقعت قبل أسبوع في أورومتشي عاصمة شينجيانغ من 1080 إلى 1680. ولم تشر الوكالة إلى أي تعديل لعدد القتلى المعلن سابقاً وقدر بـ184 قتيلاً، فيما تتحدث المعارضة الإيغورية في المنفى عن 400 قتيل على الأقل.
في هذا الوقت، مُنعت التجمعات العامة في أورومتشي، وأكدت السلطات أنها «تسيطر على الوضع». وأضافت، في بيان، أن «الشرطة ستفرق التجمعات غير القانونية تطبيقاً للقانون، ويمكنها اتخاذ التدابير الضرورية إذا رفض الجمع التفرق».
من جهتها، دعت المنشقة الصينية ربيعة قدير، التي تعيش في المنفى، في مقابلة نشرت أمس، الولايات المتحدة إلى التزام قضية شعبها الإيغور الذي «تقمعه» بكين. وقالت قدير، في مقابلة مع مجلة «فوكوس» الألمانية، إن «الولايات المتحدة التزمت بقوة قضية التيبت، عليها أن تفعل الأمر عينه مع الإيغور». وأضافت أن «واشنطن يمكنها مثلاً أن تفتح قنصلية في أورومتشي، هذه الخطوة سترسل إشارة واضحة إلى الصين مفادها أن الولايات المتحدة ليست غير مبالية بالقمع الذي يتعرض له شعبي». وأكدت قدير أن «الحكومة الصينية منحتنا نوعاً من الحكم الذاتي، لكنها لا تزال تعاملنا كحيوانات»، فيما «نريد حرية حقيقية وحق تقرير مصيرنا بنفسنا». وأوضحت أن الإيغور «يعانون تماماً كأبناء التيبت: نحن نتعرض للقمع من بلدنا نفسه، ونعامل كمواطنين من الدرجة الثانية».
وفي السياق، دعت المعارضة الإيغورية السويد، التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، إلى «إرسال مراقبين» إلى إقليم شينجيانغ «لوقف القمع العنف»، بحسب ما جاء في البيان الذي وقّعه المتحدث باسم مؤتمر الإيغور العالمي ديلشات راشيت، متهماً الصين بأنها «وراء النزاعات وأعمال الشغب» في شينجيانغ.
وفي التعليقات، وصفت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، في بيان، الأحداث الجارية في الصين بأعمال الإبادة التي ترتكبها الحكومة الصينية. وقال البيان الذي وقعه رئيس الجمعية، الوزير السابق الشيخ عبد الرحمن شيبان «إن السلطات الصينية ترتكب جرائم إبادة وقمعاً وحشياً في حق المسلمين». واستغرب البيان «سرّ الصمت الغربي على قمع الصينيين للمسلمين، فيما انتفض العالم على نحو غير مسبوق على السلطات الصينية عند قمعها لانتفاضة الطلاب في ساحة تيان آن مين، قبل سنوات».
ودان رجال دين إيرانيون أعمال القمع الـ«فظيعة» التي مارستها الصين بحق الإيغور. وقال آية الله العظمى، ناصر مكارم شيرازي، في بيان: «صحيح أن لدى الحكومة الصينية وشعبها علاقات اقتصادية وسياسية وثيقة معنا، ومع دول إسلامية أخرى، لكن هذا ليس سبباً لقمع إخواننا وأخواتنا المسلمين». كذلك أخذ الشيرازي على «صمت» المسؤولين الإيرانيين بشأن الاضطرابات، حيث لم يصدر رد فعل رسمي عليها. وقال إن «الناس يتوقعون من المسؤولين في الجمهورية الإسلامية ألا يسكتوا، واتخاذ الخطوات المناسبة وعدم ترك إخواننا المسلمين وحدهم». كذلك حث وزارة الخارجية الإيرانية على متابعة هذه القضية «بالطرق الدبلوماسية» إلى أن تُحَلَّ.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)