واشنطن ــ محمد سعيدقال الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أمس، إن المعركة التي تخوضها قوات منظمة حلف شماليّ الأطلسي في أفغانستان عنصر هام في ما كان يُعرف بالحرب على الإرهاب. ودعا دول الحلف العسكري إلى تبني تكتيكات مختلفة بعد الانتخابات الأفغانيّة المقررة في العشرين من آب المقبل. وقال أوباما، في مقابلة مع شبكة «سكاي نيوز» أمس خلال زيارته إلى غانا: «نعرف أن هذا الصيف في أفغانستان سيكون صعباً، وأن الطريق أمامنا لا يزال طويلاً. لذلك علينا أن نقوّم الموقف بعد الانتخابات الأفغانية لنرى ما يمكننا فعله...». وأضاف: «هناك حاجة إلى تبني استراتيجيات جديدة لبناء الجسور مع المجتمع الأفغاني، على الرغم من القتال المرير ضد مقاتلي حركة طالبان، لأن أفغانستان تحتاج إلى أن يكون لديها جيش وشرطة لكي تكون قادرة على ضبط أمنها».
وأوضح أوباما أن «ذلك لن يتعلق على الأرجح بالجانب العسكري، بل سيشمل مسائل التنمية وإيجاد حلول بديلة من زراعة القنب، مع الحرص على إقامة نظام قضائي وإطار شرعي يستطيع الناس في أفغانستان الوثوق به». وشدد على «أن المهمة في أفغانستان ليست أميركية، وتملك الدول الأوروبية حصة مشابهة، إن لم تكن أكبر من حصة الولايات المتحدة».
وأشاد أوباما بالدور الذي تؤديه بريطانيا في أفغانستان، واصفاً إياه بأنه «استثنائي وحاسم»، وقال إنها «تدرك جيداً أنه لا يمكن السماح لأفغانستان أو باكستان التحول إلى ملاذ آمن لطلبان والقاعدة. وهذا يُفسّر أسباب التزام (رئيس الوزراء البريطاني السابق) طوني بلير ومن بعده غوردن براون بإكمال المهمة في أفغانستان».
في غضون ذلك، كشفت صحيفة «واشنطن بوست»، في تقرير أعدته أول من أمس، أن إدارة أوباما تبحث احتمال زيادة عدد قوات الجيش والشرطة الأفغانية إلى نحو 400 ألف عنصر على غرار ما تقوم به في العراق، من دون اتخاذ قرارات بهذا الشأن بعد. وذكرت الصحيفة أن قائد القوات الأميركية الجديد في أفغانستان، الجنرال ستانلي مكريستال، أبلغ وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس، ضرورة زيادة العدد المستهدف لقوات الأمن الأفغانية على نحو أكبر من الأهداف الحالية إذا كان لا بد من نجاح استراتيجية أوباما الرامية إلى كسب الحرب في أفغانستان.
كذلك نقلت الصحيفة عن مسؤولين عسكريين أميركيين قولهم إن نجاح استراتيجية أوباما يتوقف على مدى دعم الجيش الأفغاني وتطور قدراته العسكرية، وهو ما يحتاج إلى عمليات تمويل إضافية تقدر بمليارات الدولارات، بما يزيد من أعباء الميزانية الأميركية التي خصصت نحو 7.5 مليارات دولار سنوياً لدعم الجيش والشرطة والأفغانية خلال الأعوام المقبلة ومضاعفة عدد أفراد الجيش الأفغاني إلى أكثر من 260 ألف جندي بحلول عام 2011، علماً بأن عدد أفراد الجيش الأفغاني يبلغ في الوقت الحالي 85 ألف جندي. ونقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع المستوى في البنتاغون قوله: «بدون زيادة جوهرية في عدد القوات فإننا سنخسر الحرب».
بدورها، كشفت صحيفة «الأوبزرفر» اللندنية، أمس، عن إمكان إرسال بريطانيا آلاف الجنود إلى أفغانستان خلال أشهر، في إطار مراجعة طارئة أجرتها وزارة الدفاع للمهمة التي تنفذها قواتها هناك، عقب مقتل ثمانية من جنودها في غضون 24 ساعة.
ونسبت الصحيفة إلى المصدر قوله: «إن زيادة عدد قواتنا في أفغانستان تعتمد على مجريات الأمور على الأرض». وأشارت إلى احتمال أن تصل الزيادة المقترحة إلى نحو 2000 جندي.
إلى ذلك، أعلن مصدر عسكري أميركي مقتل أربعة جنود أميركيين من القوة الدولية التابعة لحلف شمالي الأطلسي أول من أمس في انفجار قنابل عدة في جنوب أفغانستان.