رضائي يحذّر من «الانهيار»... وإعدام 14 متمرّداً في زاهدان اليوم بدأت طهران تتنفس الصعداء، بعد المخاض العسيرالذي شهدته البلاد إثر الانتخابات الرئاسيّة، فعادت الى ممارسة سياستها النووية على طريقتها من خلال مواجهة الاقتراحات الغربيّة باقتراحات بديلة

كشف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، حسن قشقاوي، أمس أن حزمة المقترحات التي ستعرضها طهران على الأسرة الدولية، حول الأزمة النووية، تتضمّن قضايا عديدة من شأنها العمل على حل المشاكل والأزمات الكبيرة التي تواجه العالم. وقال قشقاوي إن «تجريد العالم من أسلحة الدمار الشامل بما في ذلك الأسلحة النووية والعمل على معالجة الأزمة الاقتصادية والمشاكل الثقافية والأخلاقية، التي تواجه العالم، إضافة الى القضايا الأمنية، من المواضيع الحاضرة في حزمة المقترحات الإيرانية».
وأضاف أن «الشعب الإيراني يولي أهمية كبيرة للحوار والتعاطي البنّاء مع القضايا التي تهم المجتمع الدولي»، مشدداً على «ضرورة تحديث رزمة المقترحات السابقة حتى تكون متناسبة مع المشاكل التي تواجه العالم حالياً».
في المقابل، جدّد وزير الخارجية الإيطالي، فرانكو فراتيني، رفض مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى (جي 8)، امتلاك إيران سلاحاً نووياً، لكنه قال إن فرص الحوار مع طهران لا تزال مفتوحة.
وقال فراتيني، في مقابلة تلفزيونية، «نعلم أن إيران تتابع برنامجها النووي الذي نحاول إيقافه، فلا يمكننا القبول بالقنبلة النووية الإيرانية، أو بالناس الذين قتلوا على قارعة الطريق لأنهم كانوا يتظاهرون سلمياً».
ورداً على سؤال عن موقف دول مجموعة الثماني من الجمهورية الإسلامية، قال فراتيني «قد يفكّر أحدهم بشنّ هجوم على إيران، لكن هذا لن يكون كارثة بالنسبة للشرق الأوسط وحسب، بل للعالم بأسره».
في الشأن الداخلي، حذر المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية، محسن رضائي، من أن تؤدّي الانقسامات السياسية والاجتماعية التي ظهرت بعد الانتخابات، الى «انهيار» الجمهورية الاسلامية.
وكتب القائد السابق للحرس الثوري، في رسالة نشرت على موقعه الالكتروني، أن ثمة «مؤامرة للدفع الى انهيار (النظام) من الداخل وإضعاف إيران»، مشدداً على أن «استمرار هذا الوضع يقودنا الى الانهيار».
في غضون ذلك، أعلنت السلطات الإيرانية توقيف خليّة من سبعة عناصر تابعة لجماعة «مجاهدي خلق» المعارضة، في محافظة قزوين شمال البلاد.
ونقل تلفزيون «العالم» عن مساعد نائب محافظة قزوين، علي افتخاري، قوله أول من أمس، «هؤلاء الأشخاص هم شبّان لديهم علاقات مع جماعة المنافقين (مجاهدي خلق) التي مقرّها العراق»، مشيراً الى أن «هؤلاء استغلّوا الاضطرابات التي حدثت إثر الانتخابات الرئاسية في 12 حزيران، لاستفزاز الناس وللقيام بأنشطة مناهضة للثورة».
وقالت وكالة «فارس» الايرانية للأنباء إن السلطات ستعدم 14 عضواً من جماعة «جند الله» المتمردة، علناً اليوم الثلاثاء، بينهم شقيق زعيم الجماعة عبد المالك ريغي، وذلك في مدينة زاهدان عاصمة محافظة سيستان بلوشستان، جنوب شرق البلاد.
وفي السياق، قالت صحيفة «إيران» الحكومية إن موظفاً محلياً في السفارة البريطانية، وهو محتجز، قام بدور رئيسي في الاضطرابات التي شهدتها البلاد بعد انتخابات الرئاسة الشهر الماضي. وأوضحت أن احتجازه يلقي بمزيد من الضوء على «الأنشطة الهدامة» التي تقوم بها بريطانيا، مضيفة أن حسين رسام كان مسؤولاً عن القسم السياسي والأمني في السفارة البريطانية لدى طهران. وتابعت «في هذه الاضطرابات، كان الشخصية الرئيسية التي تقود السفراء والدبلوماسيين البريطانيين في إيران».
وفي السياق، أفاد مصدر دبلوماسي فرنسي، لوكالة «فرانس برس»، بأن سفير فرنسا لدى طهران، برنار بوليتي، طلب مجدداً لقاء الفرنسية كلوتيلد ريس المعتقلة في إيران منذ الأول من تموز. وقال «قدمنا طلباً لزيارة جديدة. هم (المسؤولون الايرانيون) لم يرفضوا لكنهم لم يحددوا موعداً» لهذا اللقاء.
إلى ذلك، أشار تقرير لصحيفة «واشنطن بوست» الأميركية إلى أن لا دلائل على بناء سفارة إيرانية ضخمة في نيكاراغوا، كما يدّعي المسؤولون الأميركيون، لافتة إلى أن المسؤولين في البلد اللاتيني نفوا وجودها، كما أن التحقيق الميداني لم يجد أثراً لهذه السفارة. وقالت الصحيفة «لا أثر في نيكاراغوا لسفارة ضخمة»، مشيرة إلى أن «المراسلين بحثوا كثيراً في العاصمة ولم يجدوا أي دلائل على هذا الأمر».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)