فاز رئيس وزراء بولندا الأسبق، جيرزي بوزيك، أمس برئاسة البرلمان الأوروبي خلفاً للألماني هانس غيرت بوترينغ، ليصبح أول مسؤول من دول أوروبا الشرقية يشغل أحد المناصب العليا في الاتحاد الأوروبي
انتخب البولندي جيرزي بوزيك أمس رئيساً للبرلمان الأوروبي، لولاية من سنتين ونصف سنة تمتد حتى مطلع 2012، وذلك بعد سنوات من العمل السياسي الفاعل في بولندا وداخل أروقة البرلمان الأوروبي. وحظي بوزيك، الذي ينتمي إلى تشكيل «البرنامج المدني» بزعامة رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك، بدعم أكبر مجموعتين في البرلمان الأوروبي، وهما الاشتراكيون والليبراليون، إضافةً إلى حصوله على دعم الخضر، مما سمح له بحصد 555 صوتاً في مقابل 89 صوتاً لمنافسته، مرشحة اليسار الشيوعي، السويدية ايفا بريت سفنسون.
ورأى بوزيك أن انتخابه «إشارة إلى بلداننا» في إشارة إلى دول شرق أوروبا التي انضمت إلى الاتحاد الأوروبي منذ 2004، و«تحية إلى ملايين المواطنين الذين أسهموا في إسقاط الستار الحديدي». وشدد على أنه «لم يعد ثمة نحن (في الشرق) وأنتم (في الغرب)، بل أوروبا الموحدة». ويملك بوزيك خبرة واسعة في العمل النقابي والسياسي. وقد نشط منذ أواخر السبعينات في الحركات الديموقراطية المناهضة للشيوعية، وفي مقدمتها حركة التضامن النقابية التي انتخب رئيساً لمؤتمرها الوطني الأول عام 1980، ثم أعيد انتخابه من جديد عام 1989 ليترأس المؤتمرات الرابع والخامس والسادس للحركة على التوالي.
وانتخب عام 1997 عضواً في مجلس النواب البولندي، وسرعان ما عُيّن رئيساً للوزراء. خلال فترة عمله في رئاسة الوزراء من عام 1997 حتى عام 2001، أجرى مجموعة من الإصلاحات الاقتصادية والسياسية، فضلاً عن إطلاقه المفاوضات للانضمام إلى الاتحاد الأوروربي، وقيادته بلاده إلى الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي عام 1999. في هذا العام أيضاً أصبح رئيساً لحركة التضامن قبل أن يرأس تحالف حركة التضامن عام 2001. وهو العام الذي شهد خسارته للانتخابات البرلمانية، ما دفعه إلى التراجع عن العمل السياسي والتركيز على العمل الأكاديمي، إلى أن انتخب في 13 حزيران 2004 نائباً في البرلمان الأوروبي، عن مقاطعة سيليسيا الانتخابية. تركّزت نشاطاته في البرلمان الأوروبي في لجان البيئة والصحة العامة وسلامة الأغذية. وأعيد انتخابه نائباً عن البرلمان الأوروبي للمرة الثانية في السابع من الشهر الماضي، ما سمح له بالفوز بمنصبه الجديد.
يشار إلى أن بوزيك يملك سجلاً أكاديمياً حافلاً. فبعد تخرّجه من كلية الميكانيك والطاقة في جامعة سيليسيا عام 1963، تنقّل في العديد من المراكز العلمية وهو يحمل أيضاً الدكتوراه الفخرية من عدد من الجامعات، ونال العديد من الجوائز نظراً لتفانيه في عمله، وقد تسلم آخرها عام 2007 من سلفه غيرت بوترينغ.