يستمر مسلسل النزف الذي تتكبّده القوات الأطلسية في أفغانستان، حيث سقط لها أمس 6 جنود و3 متعاقدين أمنيين، معظمهم في إقليم هلمند الجنوبي، حيث يبدو أن حملة «الخنجر» تنقلب على مطلقيها
كان اليوم الأفغاني بالنسبة إلى القوات الأطلسية، أمس، الأسوأ منذ فترة طويلة. ليس فقط لأنه شهد مقتل 6 جنود، بينهم 3 متعاقدين أمنيين أجانب من العاملين معها، بل لأنّ حركة «طالبان» تمكّنت من إسقاط مروحية من طراز «تشينوك» كان القتلى الستة على متنها في إقليم هلمند الجنوبي. وقد تزامن ذلك مع مصرع جنديين من مشاة البحرية الأميركية «مارينز» في انفجار عبوة ناسفة جنوب أفغانستان، وجندي إيطالي في غرب البلاد. وقال متحدث باسم قوة «إيساف» الأطلسية في كابول إنّ «من بين الستة الذين قُتلوا في سقوط المروحية، 3 متعاقدين مدنيين».
وفي السياق، قتل جنديان أميركيان في هلمند أيضاً في إطار حملة «الخنجر» الواسعة النطاق، وفق بيان أصدره الجيش الأميركي، فيما اعترفت وزارة الدفاع الإيطالية بمقتل أحد جنودها وجرح 3 آخرين في غرب أفغانستان. وبهذه الحصيلة، يرتفع عدد الجنود الإيطاليين الذين سقطوا في أفغانستان منذ 2004 إلى 14.
وفي لندن، لا تزال قضية تزايد عدد الضحايا في صفوف القوات البريطانية تثير تساؤلات عن مهمة نحو 9 آلاف جندي بريطاني ينتشرون في أفغانستان. ورداً على دعوات زيادة عديد القوات والعتاد في هذا البلد، دافع رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون عن استراتيجية حكومته، وخصوصاً في إطار مكافحة الإرهاب، مشدداً على أنّ بلاده تملك «القوات الضرورية» في مهمتها الأفغانية، رافضاً في الوقت نفسه تعزيز عدد هذه القوات في المدى القصير.
وقال براون، أمام مجلس العموم، إنّ عديد الجنود «هو موضع مراجعة مستمرة تبعاً للحاجات العملانية. وقد تلقيت التأكيد من القادة الميدانيين ومن قيادة الجيش أنّ لدينا القوات الضرورية للعمليات الجارية، وكذلك العتاد اللازم».
وأوضح براون، الذي يتعرض لضغوط إثر مقتل 15 جندياً بريطانياً منذ مطلع الشهر الجاري، أنّ بريطانيا «رفعت عديد قواتها في أفغانستان من نحو 8300 إلى 9100 حالياً».
ورغم ذلك، كشفت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أنّ قائد الجيش البريطاني الجديد، الجنرال ديفيد ريتشاردز، سيطلب من رئيس وزراء بلاده إرسال تعزيزات عسكرية عاجلة إلى أفغانستان للمشاركة في القتال الدائر في إقليم هلمند.
ونسبت «ديلي ميل» إلى مصدر عسكري قوله إنّ الجنرال ريتشاردز «سيضغط على براون لإرسال قوات إضافية إلى هناك لا تقل عن 2000 جندي، وتخصيص موازنة أكبر لعمليات القوات البريطانية في هلمند، حين يتولى مهمات منصبه الشهر المقبل».
وفي واشنطن، أمل الرئيس الأميركي باراك أوباما أن تواصل هولندا مشاركتها في القوات التي يقودها الحلف الأطلسي في أفغانستان والاستمرار بالقتال «حتى دحر حركة طالبان».
وخاطب أوباما رئيس الوزراء الهولندي يان بيتر بالكننده في البيت الأبيض قائلاً «أدرك أنّ المشاركة في قوات التحالف في أفغانستان قد تكون مثار جدل في هولندا، لكن آمل أن تتمكن القوات الهولندية، في الصيف المقبل، من مواصلة القيادة، للاستفادة من الخبرة التي راكمتها على مدى السنوات الماضية».
(أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)