strong>خرج مير حسين موسوي بعد 20 عاماً من عزلته على أمل قيادة إيران، فوجد نفسه يقود حركة احتجاجات ضد الانتخابات. خوض لغمار السياسة من باب أضيق مما كان يتوقع
يعتزم المرشّح الخاسر في الانتخابات الرئاسية الإيرانية، مير حسين موسوي، إطلاق «جبهة سياسية» قريباً، فيما اشترط عليه المحافظون الاعتراف بحكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد. وقال معاون رئيس الوزراء السابق، علي رضا بهشتي، إن «إنشاء جبهة سياسية مطروح على جدول أعمال مير حسين موسوي وسنعلنها قريباً»، حسبما نقلت عنه صحيفة «سرمايه» الاقتصادية. لكنه لم يحدّد الحركات السياسية والشخصيات التي ستشارك في هذه «الجبهة السياسية»، التي حصلت على تأييد غير مباشر من شقيق رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام، أكبر هاشمي رفسنجاني، محمد هاشمي.
ونقلت صحيفة «إيران» الحكومية عن هاشمي قوله «إن الظروف السياسية والاجتماعية لإنشاء جبهة، متوافرة، لأن الذين صوّتوا لموسوي يمثّلون قوة هائلة، ومعظمهم من النخب الجامعية والطلابية».
وبعد غياب استمر أياماً، ظهر موسوي علناً للمرة الأولى أول من أمس، فتوجّه مع زوجته «الى منزل عائلة زهراب عربي، وهو شاب في التاسعة عشرة من العمر قتل في الأحداث الأخيرة، لإبداء تضامنهما وتقديم تعازيهما للعائلة»، بحسب «سرمايه».
في المقابل، اشترط القيادي المحافظ، حميد رضا طراقي، اعتراف موسوي بـ«شرعية حكومة» الرئيس محمود أحمدي نجاد للسماح بتأليف مثل هذه «الجبهة السياسية». ونقلت عنه صحيفة «سرمايه» قوله «إذا اعترف موسوي بشرعية الحكومة وطلب إذناً لحزبه، فستكون هذه خطوة إيجابية وسنتجاوب معها».
غير أن صحفاً ومسؤولين آخرين محافظين ومتشددين رأوا أن موسوي «غير مؤهل» لإنشاء تكتّل سياسي، ووجه بعضهم انتقادات شديدة إليه والى الرئيس السابق محمد خاتمي وعائلة رفسنجاني.
في غضون ذلك، أعلنت جماعة «الحملة الدولية من أجل حقوق الإنسان في إيران» أن 34 شخصاً على الأقل قُتلوا خلال الاحتجاجات التي جرت في طهران في 20 حزيران بسبب الانتخابات الرئاسية، أي نحو ضعف العدد الذي أعلنته السلطات الإيرانية. وقالت الجماعة، في بيان أمس، إن جثث 34 متظاهراً وضعت في مشارح ثلاثة مستشفيات في طهران في 20 حزيران.
من جهة ثانية، أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، أن بلادها مستعدة للدخول في حوار دبلوماسي مع إيران. وقالت «ما زلنا مستعدين للدخول في حوار مع إيران، ولكن أوان التحرك هو الآن. الفرصة لن تظل سانحة الى الأبد».
وفي خطاب رئيسي حول السياسة الخارجية ألقته أمس أمام مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن، حذّرت كلينتون خصوم الولايات المتحدة من أنه «ينبغي ألاّ يروا أبداً استعداد أميركا للحوار علامة ضعف يمكن استغلالها».
ووصفت كلينتون ما جرى في إيران من اضطرابات بعد الانتحابات الرئاسية بأنه «أفعال تبعث على الأسى وغير مقبولة»، مضيفة «لا الرئيس (باراك أوباما) ولا أنا لدينا أي أوهام بأن الحوار المباشر مع الجمهورية الإسلامية سيكون مضمون النجاح. لكننا أيضاً نفهم أهمية محاولة مناقشة إيران وتقديم خيار واضح لقادتها، إن كانت ستنضم الى المجتمع الدولي كعضو مسؤول أو مواصلة السير في طريق مزيد من العزلة».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)