خاص بالموقعمنذ إطلاق قوات المشاة البحرية الأميركية (المارينز) بمشاركة القوات الأفغانية في عملية «الخنجر» في جنوب أفغانستان، توالت اعترافات المسؤولين البريطانيين والأميركيين بأنّهم يخوضون «معارك صعبة جداً». ولم يخرج رئيس أركان الجيش الأميركي الجنرال مايكل مولن عن هذا المنحى، إذ حذّر، أمس، من أنّ ناشطي «طالبان» في أفغانستان أصبحوا أكثر عنفاً وأفضل تنظيماً في السنوات الماضية. في موازاة ذلك، أعلن رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون أنّ الرئيس الأفغاني حميد قرضاي «وعد بتقديم قوات أمن أفغانية إضافية لتعزيز الجنود البريطانيين» الذين يقاتلون «طالبان».

وقال براون، في كلمة أمام مجلس العموم، أول من أمس: «تحدثت إلى الرئيس قرضاي عن مسؤوليات أفغانستان وعن أنه يجب أن يقدموا قوات من الجيش والشرطة للمشاركة في عملية مخلب النمر. ووعد قرضاي بأنه سيقدم موارد إضافية»، معرباً عن اعتقاده بأن «الأمر بدأ الآن».

وأوضح براون أن حكومته تبقي قيد المراجعة «أعداد القوات البريطانية والمعدات اللازمة للمستقبل، وسندرس ذلك مرة أخرى بعد الانتخابات الأفغانية بسلام» المقررة في 20 آب المقبل.

في هذه الاثناء، لا تزال قضية مقتل 8 جنود بريطانيين خلال 24 ساعة الأسبوع الماضي مثار تساؤلات في لندن، جديدها تنديد المعارضة البريطانية المحافظة بما تراه «نقصاً» في المروحيات، ما يرغم الجنود على التنقل في آليات ويعرضهم لخطر المتفجرات التي يضعها مقاتلو «طالبان» على جانب الطرقات.

وعبّر نواب بريطانيون في تقرير للجنة الدفاع في مجلس العموم البريطاني، عن قلقهم من أنّ الافتقار إلى وجود المروحيات يسبّب «عواقب وخيمة» على الجنود البريطانيين في أفغانستان، مقترحين «تكثيف العمليات الجوية، لكونها أكثر فعاليةً وتقدم المزيد من الحماية للجنود، والاستغناء عن تلك التي تكون سيراً على الأقدام».

تنديد قابله رئيس الوزراء بالإصرار على أنّ القوات البريطانية تملك الموارد والمعدات التي تحتاج إليها.

إلى ذلك، اعترف مولن، في مقابلة مع تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية، (بي بي سي) بأنّ جيشه يواجه فترة صعبة توقع أن تدوم 18 شهراً للمساعدة على إرساء الاستقرار في البلاد من أجل الشعب الأفغاني، ووقف التدهور الأمني الذي بدأ قبل ثلاث سنوات.

ولفت إلى أن «المدة اللازمة لتحسين الوضع الأمني غير واضحة، لكنّ المرحلة الأخيرة من العملية الجارية في ولاية هلمند لا تزال في بداياتها». وكشف أن «الناس يسألونني، إلى متى؟ ولا أعلم إلى متى».

بدوره، قال المتحدث باسم «طالبان» عبد الله جلالي لوكالة «أسوشييتد برس»، إنّ الجندي الأميركي المأسور لدى الحركة الإسلامية «في صحة جيدة، لكننا قد نقتله ما لم تتوقف الغارات الأميركية في ولاية غازني وباكتيكا».

في غضون ذلك، رفض مئات المعتقلين في سجن «باغرام» ممارسة النشاطات الترفيهية والزيارات العائلية، احتجاجاً على حرمانهم من حقوقهم بالمثول أمام محاكمات قانونية، بوصفهم «مقاتلين أعداء»، وفق في بيان للجيش الأميركي.

(أ ب، رويترز، أ ف ب)