جمعت سويسرا أخيراً اثنين من مسؤولي حركة «حماس»، هما محمود الزهار وباسم نعيم، ودبلوماسي أميركي سابق رفيع المستوى. إلا أن نتائج هذا اللقاء لم تخرج إلى العلن، وقد تكون خطوة في طريق الألف ميل لخروج الحركة الإسلامية من عزلتها الدولية. وكشفت صحيفة «واشنطن بوست» عن اللقاء الذي عقد في حزيران الماضي. ونقلت عن نعيم إعرابه عن أمله في أن يكون «بداية لمعالجة أخطاء السنوات الثلاث الماضية»، وذلك خلال محادثاته مع وكيل وزارة الخارجية الأميركية السابق، السفير السابق لدى الأمم المتحدة في سويسرا، توماس بيكرنغ. وأضاف إن «هذا اللقاء الأول هدف إلى التحقيق في المهمّات بصورة عامة لكلا الطرفين، من دون أي التزام من أي طرف».ويقول مسؤولون أميركيون إنهم يرون اجتماع حزيران غير المعلن بين بيكرنغ ومسؤولي «حماس» مختلفاً، موضحين أنه «لم يطلب من الأخير التقرب من الحركة الإسلامية أو اتخاذ موقف رسمي». إلا أن المسؤولين أُعلموا بالاجتماع لاحقاً، فأعلنوا أن «السياسة الأميركية حيال حماس لم تتغير منذ عهد الرئيس السابق جورج بوش: حماس منظمة إرهابية، وبالتالي فإن الولايات المتحدة لن تفكر حتى في الاجتماع معها».
رغم ذلك، فإن لقاء بيكرنغ، الذي يترأس مجموعة الأزمات الدولية، يأتي في سياق الجهود التي تبذلها إدارة باراك أوباما لمحاورة القوى المنبوذة في الشرق الأوسط في عهد بوش. أمر تجلى في خطاب أوباما في 4 حزيران في القاهرة، الذي اعترف خلاله بالدعم الشعبي لـ«حماس»، تلاه خطاب 25 الشهر الماضي لرئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل، معلناً خلاله استعداد الحركة للتعامل مع المجتمع الدولي من أجل التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل.
وبالتزامن من الهدوء الذي يسود غزّة على صعيد إطلاق الصواريخ الفلسطينية، ومع خطاب مشعل وزيارة الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر إلى القطاع، صدرت تكهنات تقول إن «حماس تسعى إلى حجز مكانٍ لها على طاولة المفاوضات». في المقابل، يرى آخرون أن «توقف إطلاق الصواريخ منوط ببساطة بإعادة التسلح، فهي (حماس) لن تقبل بالشروط التي حدّدتها الولايات المتحدة وغيرها من الدول، من بينها نبذ العنف وقبول الاتفاقات الفلسطينية السابقة والاعتراف بإسرائيل».
(الأخبار)